الحساب الفلكي في نفي أو إثبات الهلال لدخول الشهر القمري

يخلط الكثير من الناس ، بل وحتى الفقهاء، بين الحساب والرصد الفلكي، فيتجنون على علم الفلك الذي يعد من أضبط العلوم المعاصرة على الإطلاق.
الحساب الفلكيين دقيق جدا جدا، سواء لنفي وجود الهلال في السماء أو لإثبات وجوده.
وإنما التقديري الظني هو:
تقدير إمكانية رؤية الهلال من عدمها، وهذا ليس بحساب، فالحساب شيئ ، وتقدير إمكانية الرؤية شيئ آخر .
وسبب الاختلاف في تحديد إمكانية الرؤية من عدمها هو أن تقدير إمكان رؤية الهلال خاضع للتجربة والرصد والاستقراء وليس للحساب.
ولذا اختلف الفلكيون في كثير من محددات الرؤية مثل:
1) عمر الهلال فقد اختلفوا لعدة أقوال: 12 ساعة، و15، و18، 20، 22 ساعة.
2) الاستطالة ( المسافة بين الشمس والهلال )، فقد اختلفوا أيضًا لعدة أقوال: 4 درجات، و5 درجات، 7 درجات، و8درجات.
3) الارتفاع ( ارتفاع الهلال عن الأفق ) ، فقد اختلفوا أيضًا ، فمن قائل: 2 درجتان، و3 درجات، و5 درجات.
وهذا الاختلاف جعل إثبات الرؤية (وليس الحساب) فلكياً ظنية، ولازالت المجامع الفقهية والندوات والموتمرات الفلكية توصي تباعاً علماء الفلك لإجراء مزيد من الرصد والبحث للخروج من هذا الخلاف، ولا أتوقع أن يصلوا لشيئ، بسبب اختلاف الرصد والعوامل المصاحبة لذلك .
والحل :
لنصل لضبط للتقويم الهجري لابد من اعتماد حساب الفلكيين ، وليس محددات إمكان الرؤية، وهذا إذا لم يفعله جيلنا هذا، سيقوم به الأجيال القادمة، لأنه من ضرورات العصر، ومن لوازم التقدم التكنلوجي ، وهو لا يخالف شرعنا على خلاف ما يتوهم الكثير .
* أكاديمي وباحث فلكي يمني يقيم في الكويت