المشهد اليمني
الأحد 7 يوليو 2024 06:52 مـ 1 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
كأنه فقد جنونه.. شاهد انفعال وهيستيريا عبدالملك الحوثي وهو يتحدث عن السعودية ”فيديو” تحذير من انهيار جديد للعملة,, والحكومة تدعو المنظمات لتحويل أموال الإغاثة إلى البنك المركزي في عدن داهموا منزله وصادروا مقتنياته وتلفونات عائلته.. الحوثيون يعتقلون موظفا متقاعدا في صنعاء أكثر من 30 ألف جندي صيني وصلوا خليج عدن.. الصين: نتواصل مع الحوثيين وحزب الإصلاح وهذا موقفنا من الشرعية لماذا ينصح الخبراء أن تزن نفسك مرة واحدة فقط كل أسبوع؟ اعتدى جنسيا على أحد الأطفال وأقام عرس باذخ في بغداد.. فضيحة مدوية لمندوب الحوثيين في العراق ”فيديو” بينها السعودية.. ”طقس العرب” يكشف عن موجة حر ”لاهبة” قادمة تجتاح 3 دول عربية ويحدد موعدها بيان حزين للديوان الملكي السعودي.. عقب حالة وفاة جديدة من الأسرة الحاكمة انتزاع نحو ألف لغم وعبوة متفجرة خلال أسبوع في اليمن العثور على ‘‘بئر غاز’’ خلال حفر بئر ماء في صنعاء واشتعال النيران من باطن الأرض (فيديو) عملية عسكرية ناجحة ضد الحوثيين طارق صالح: هذا ما تذكرناه مع بداية العام الهجري الجديد

خرافة الولاية... من (خم) إلى (قم)


الجماعات التي لا تجد لها قبولًا وتصطدم بوعي شعبي فطري -على الأقل-وتشعر بكونها منبوذة وأفكارها ومشاريعها تصادم الفطرة، وتعارض العقل السوي؛ تشرع في تغيير مسارها، وتبدأ رحلة حبك الخرافات الدينية، في محاولة لإحداث اختراق في حائط الوعي الرافض لها، ولضمان تحقيق مآربها تقترب بخرافاتها من حامل الرسالة السماوية نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ وتجريها على لسانه أو أفعاله، لإدراكها أن الشعوب تُسلّم بصحيح ما نقل عنه عليه الصلاة والسلام، وهي بذلك تعوِّل على العاطفة لا على العقل السليم الذي ينفي الخرافة كنفي النار خبث الحديد.
والجماعة الحوثية صورة (حية) لتلك الجماعات الخرافية المنبوذة، ذهبت تجترُّ خرافة الولاية المزعومة من (خم)، وتقديمها للناس محاطة بمرويات مختلقة أصلًا أو مساءة فهمًا؛ لتمنح نفسها القداسة كمقدمة تمكّنها من رقاب الناس، ونهب الشعب سياسيًا واجتماعيًا وماليًا، بعد مرورها بـ(قم) الإيرانية وإجراء مزيد من الإضافات التي لم تزد الخرافة إلا تشويهًا. ولا يحتاج الإنسان السوي إلا أن يضع خرافة الولاية والسلطة المستحقة بالحيوان المنوي الطاهر في عقد منظومة القيم التي جاء بها الإسلام ليعرف أنها ليست من جنس القيم التي أعلى من شأنها ديننا، وعززها نبينا في مسيرة حكمه ودعوته، وفي مقدمتها مبدأ (الشورى) المعزز بقوله سبحانه: (وأمرهم شورى بينهم) وصنيع الصحابة في اختيار الخلفاء من بعد موت نبينا عليه الصلاة والسلام؛ إضافة إلى قيمة الحرية الممنوحة للإنسان، و(المساواة) و(العدل) (ولو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)، والاستحقاقات والواجبات، ومعيار التفاضل الجلي الذي لا وجود للنسب في مكوِّناته؛ لأن الإنسان لم يكن له اختيار نسبه، بل أعلى من (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)، وأصبح هذا الشعار ثقافة عامة في أوساط المسلمين.
ولا يحتاج الإنسان إلى جهد ليعرف خرافة الولاية، وكل ما عليه أن يعمل فكره، ويتساءل: كيف لدين يمنحك الحرية ويعلي من مبدأ الشورى، وينادي بالمساواة ثم ينادي بتفضيل سلالة أو جينات وراثية ويمنحها حقًّا للتحكم في دين الناس ودنياهم، إنه فعل الشيء ونقيضه إن صح، وهذا محال في ديننا.
لا جديد في فعل الحوثيين، لأنهم ساروا على نهج أجدادهم الأئمة ومن سبقهم من البويهيين والفاطميين يحشدون الروايات التي يظنونها ستمهِّد لهم الطريق إلى قلوب الناس، وستجعلهم يقدِّمون العاطفة على العقل، وما علموا أننا نعيش في زمن الانفتاح على العالم والانفجار المعرفي، وأن كبسة زر على الشبكة العنكبوتية تطلُّ بك على العالم لتعرف مصير الدول التي تحكم بالخرافة، وكيف يستعبد الناس فيها، وتصادر حرياتهم وتسلب إراداتهم، وتنهب أموالهم، والدول التي تحكم بمعايير الكفاءة والقدرات، وكيف تسود فيهم المساواة في الحقوق والواجبات.