المشهد اليمني
الجمعة 20 سبتمبر 2024 10:20 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
قصف مدفعي واشتباكات متبادلة في جبهة مهمة جنوبي اليمن أقوى تحرك حوثي ردًا على إدخال خدمة ‘‘ستارلينك’’ إلى اليمن سياسي بارز يكشف عن أولى الضغوطات التي تعرض لها الرئيس هادي عقب الانقلاب.. والخطوة التي قلبت الموازين وفاة الإمام أحمد في تعز ودفنه في صنعاء عقب ضربة ‘‘ستارلينك’’ الشرعية تتوعد مليشيا الحوثي بضربات جديدة دعوات لتحرك رسمي يمني لإيقاف مفتي عمان ‘‘أحمد الخليلي’’ بسبب تصريحه المثير عن اليمن.. ماذا قال؟ الوزير الحوثي يرفض تسليم أموال صندوق المعلم والذي يحصل منه سنويا على 27 مليار (تفاصيل) مليشيا الحوثي تستحدث مديرية جديدة في محافظة عمران وتطلق عليها هذا الاسم الحوثيون يواصلوا حملة اختطاف الناشطين الداعين للاحتفال بثورة 26 سبتمبر (أسماء) دخول محافظ إب ” عبد الواحد صلاح”بوعكة صحية مفاجئة بعد توجيهاته للإحتفال بثورة 26 سبتمبر شاهد .. قيادي سلالي يتغطرس بمشيته وحراسه يقرعون الطبول داخل شوارع إب يثير غضب الاهالي (فيديو) شاهد .. الفيديو الذي تسبب باعتقال الشيخ أمين راجح ورفاقه من منزله في صنعاء (فيديو)

لهذا السبب فشل ‘‘الغفوري’’ في إسقاط الصورة الشيعية عن علي بن أبي طالب!!

لم ينجح الصحفي والطبيب مروان الغفوري في إسقاط الترسانة الشيعية التي قدمت أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - لجمهورها تقديما بشعا، واستخدمته كمظلة شرعية لتمرير نزغها وزيغها، إذ ذهب مستهدفا شخصية الصحابي الجليل بمدفع تجميعي من روايات مهزوزة افتقدت للتحقيق العلمي ومشرط الجرح والتعديل وفق انضباطات ميزان علم الحديث، محاولا إسقاطه به، بل دفعه للحكم عليه: أن منجزات علي كانت صفرًا مقابل منجزات بقية الصحابة. وهذا الإغراق جزء من النظر بعين السخط في مسلكية البحث التي تجعل مادة البحث فيما بعد تبدو بصورة هزيلة غير متماسكة، فلسنا متعبدين بمنجزات الصحابة، ويكفي العشرة المبشرين بالجنة منجزا أن امتلكوا إيمانا بفكرة الإسلام التوحيدية قادتهم إلى تلك المنزلة التي منحهم الله إياها، والإيمان وهو المقياس القرآني الذي يوزن به البشر، وكم من منجزات بشرية خلت من فكرة التوحيد لا يقيم الله تعالى لها وزنا.

مجتمع الصحابة الذين ترجم لهم ابن حجر(ت:952) في (الإصابة) كبير عددهم، وكل قدم جهده وجهاده في تلك الحقبة وفق ما أتيح له من وقت وفرصة وملكات كسائر المجتمعات البشرية، حتى مجتمع الرسل كان منهم خمسة أوائل في تاريخ البشرية، وفضل الله بعضهم على بعض.

ولقد أعجبني الدكتور الشنقيطي في كتابه (الخلافات السياسية بين الصحابة) إذ قرأ تلك الحقبة وفق ما سجله قلم الإمام ابن تيمية(ت:728) في كتابه (منهاج السنة) وقدم قراءة جيدة احتفظت بقدسية المبادئ والتزمت بمكانة الأشخاص. مع اختلافي في بعض نتائجها إلا أنها نموذج جيد لمثل تلك القراءات النزيهة الهادئة.

وأخيرا أقول: قرر القرآن الكريم قاعدة منهجية في قراءة التجارب والشخصيات فيقول: ﴿تِلكَ أُمَّةٌ قَد خَلَت لَها ما كَسَبَت وَلَكُم ما كَسَبتُم وَلا تُسأَلونَ عَمّا كانوا يَعمَلونَ﴾ [البقرة: ١٣٤]، الاستفادة من حصاد تلك التجارب في تطوير أدائنا، ورسم مسلكياتنا، وتنكب الوقوع في أخطائهم، دون الإغراق في محاكمتهم وتحمل تبعات جرائر كسبهم، واستجرار صراعاتهم وإعادة تدويرها، واستدعاء السجالات الفارغة في تبني مسلكيات سيرهم.

هذا التقعيد القرآني يقول: لسنا مسئولين عن منجزات الكسب الإنساني المنصرم، فقط علينا التركيز على تجربتنا الحاضرة فهي الواقعة في دائرة الحكم التكليفي وتحت مطارقها يقبع الثواب والعقاب.

وما سوى ذلك ذهاب لمعركة مكانها خارج نطاق معاركنا الراهنة.