المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:13 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

الرمح الجامح في قلب الإمامة!

الرمح الجامح في قلب الإمامة!
محمد الفسيّل .. في رحاب الله
هو آخر رجالات ثورة الدستور 1948، والتي أطاحت بالإمام يحيى حميدالدين ، وهذه الثورة هي أوّل وآخر ثورة في العالم العربي قامت بها نخبة مثقفة جُلُّ رموزها من الشعراء والأدباء والعلماء والعسكريين. وكان محمد الفسيّل أحد أبطالها ومثقفيها حتى أنه كتب كتابين أثناء سجنه
في سجنهِ عقِب فشل تلك الثورة كتبَ كتاباً أسماه " نحو النور " وكتاباً آخر بالمشاركة مع الشاعر أحمد الشامي أسمياه " كيف نفهم القضية اليمنية ".
وحين تعرف أنه كتب الكتابين في السجن وهو لم يزل في مطلع عشريناته ، بتلك اللغة وذلك الفكر الثائر الشجاع ضد الإمامة وحكمها المتخلف الظالم ستعرف أهمية وثقافة الرجل.

أتذكّر أنني التقيت الراحل الكبير محمد الفسيّل لأول مرة في مكتب الدكتور عبدالعزيز المقالح ربما قبل عشرين عاماً ، ووجدتها فرصةً لأسأله .. "ألَم تجد غير أحمد الشامي في السجن كي تكتبا ذلك الكتاب!" سألته ذلك السؤال على اعتبار أن الشامي أصبح بعد ذلك وزير خارجية الإمام البدر بعد قيام الجمهورية!
أجابني ببداهةٍ سريعة ببيتِ شعرٍ قديم:
كلانا غنيٌ عن أخيهِ حياتَهُ
ونحنُ إذا متْنا أشدُّ تغانيا

باقتضاب ، قال البيت الشعري كل شيء!

بعدها بسنوات أشرفتُ على طباعة كتابيه في مهرجان صنعاء عاصمة للثقافة العربية وكان سعيداً حين عرف أن الطبعة تجاوزت عشرين ألف نسخة تم توزيع معظمها مجاناً للشباب!

محمد الفسيّل محاورٌ عنيد ومجادلٌ مُلِحٌ فريد! انتقد كل رؤساء الجمهورية منذ ستين عاما .. وقبلهم وقف خصماً عنيداً للإمامين يحيى وولده أحمد!
كان الراحل الفسيّل رحمة الله تغشاه معارضاً عنيداً وصريحاً وشريفا

كان محمد الفسيّل شديد الانتقاد للمشير السلال مراراً وتكراراً حتى أن السلال بطرافته المعروفة قال ضاحكاً "أتمنى يميلك محمد الفسيّل عشان احبسه "! هههههههه
رحم الله المشير السلال كان أبيض القلب شديد الظرافة والصراحة وما هو في قلبه هو في لسانه.

سأختم بواقعة حدثت في التلفزيون
في لقاءٍ تلفزيوني له في ثمانينيات القرن الماضي سألَتْهُ آنسةٌ أنيقةٌ وهي مذيعةٌ تلفزيونية مثقفة:
يا أستاذ محمد .. ماهو الفرق بين عهد الإمامة البائدة وعهد الثورة والجمهورية؟
وبسرعة أجابها:
الفرق بين العهدين هو الفرق بينك وبين أمّي! كنتُ مع أمي نعيش في الظلام بكل أبعاده الروحية والمادية .. وها أنا معكِ الآن يا آنسة وأنت بكامل تعليمك وثقافتك وأناقتك وسط لجّة الضوء هنا بكل أبعادها المادية والروحية والفكرية.