”عباس الدليمي” الشاعر العذب الذي خدم السلالة

كبروا الصورة وتأملوا في وجهه جيداً.. هل عرفتموه؟!
هذا عباس الدليمي الشاعر العذب الرقيق الجميل..
هذا من كتب أغنية أيوب الشهيرة في مزهريات روحي لك زرعت الوفاء
ومن كتب أغنية أمل عرفة: صباح الخير يا وطناً.. يسير بمجده العالي إلى الأعلى
ومن كتب النشيد السبتمبري العظيم "البناء والصمود":
عن طريقٍ شقه ذو يزن
واهم من ظن أنَّا ننثني
قدري دوماً يدٌ تبني غداً
ويدٌ تحرس مجد الوطنِ
أي وطنٍ حرسته يا عباس.. الوطن الذي نظّرت لمن هدم دولته وقتل شعبه ونهب معسكراته وأغلق جامعاته ومدارسه؟!.
هذا عباس الذي خدم السلالة والفكر السلالي في إذاعة صنعاء اكثر من ربع قرن.. كما يخدمها اليوم من قناة "اليمن اليوم" أحمد الكحلاني وأنور الأشول وغيرهم.
عباس يوم كان اشتراكياً نبيلاً أصدر ديوان شعر بعنوان "قراءات في كهف أفلاطون" وحين أصبح عِرقياً سُلالياً ذهب يُسَبّحْ في كهف الحوثي
تأملوا وجهه كيف اصبح شاحباً شائهاً مشوهاً.. ليست هذه عوامل الزمن ولا تجاعيد ما بعد السبعين.. انه قبح السلالة التي امتلئ بها عباس.
تأملوا وجهه واستدارة شفتيه اليابستين وهو يؤدي يمين الزور أمام لص انتحل لنفسه رتبة "مشير" وأصدر قراراً بتعيين عباس عضواً في مجلس شوراه المنتحل.. كان عباس شاعراً عظيماً يملئ سمع الدنيا وبصرها قبل أن يُولد هذا اللص بعشر سنوات.. فكيف ارتضى لنفسه كل هذا الهوان؟!.
ليست المسألة مال ولا جاه.. بل عقيدة يجب أن يموت على دينها.. عقيدة تقول لا حق في الحكم ولا في مال ولا في علم لغير أبناء السلالة المتوردة، وعلى قدر تطرفك تكون العطايا.
أليست الكأس تُنبأ بما في داخلها؟!
إن كان حاراً تصاعد البخار الخفيف.. وإن كان بارداً رشح منها الندى اللطيف..
وجه عباس اليوم انعكاس لما بداخله من قيم العنصرية ونظريات الفيد واستحلال دم الآخرين وأموالهم.. عباس اليساري المثقف الجميل لم تُبقي السلالة منه شيء يستحق الحياة.. سحقت أجمل ما فيه.. وتركت الباقي لعاديات الزمن: قبحٌ في الفكر والوجه والموقف.