المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:17 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

ما تأثير إيران في المنطقة ”ما بعد خامنئي” ومن يخلف المرشد الأعلى الإيراني ؟

مع ورود معلومات كشفت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفيد بتدهور صحة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي يعاني أساساً من وضع صحي غير مستقر منذ سنوات، تذهب الأنظار نحو كرسي المرشد الأعلى، ومن سيرثه، وما إذا كان هناك تأثير لهذا التغيير في المنطقة.

تقرير الصحيفة الأمريكية الذي نشر مساء الجمعة (16 سبتمبر 2022)، قال إن أربعة أشخاص مطلعين على الوضع الصحي للمرشد الإيراني أكدوا أن "خامنئي ألغى جميع الاجتماعات والمظاهر العامة الأسبوع الماضي، بعد مرضه الخطير، وهو الآن مستريح في الفراش تحت مراقبة فريق من الأطباء".

وأضافت: "قال أحد الأشخاص إن خامنئي (83 عاماً)، خضع لعملية جراحيةٍ الأسبوع الماضي، بسبب انسداد الأمعاء، بعد أن عانى من آلام شديدة في المعدة وارتفاع في درجة الحرارة"، لافتة إلى أنه "يخضع للمراقبة حالياً على مدار الساعة من قبل فريق طبي".

مرض خامنئي

منذ عام 2015، حين اختفى خامنئي عن الظهور، أشارت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، إلى أن "إصابته بسرطان البروستاتا وصلت إلى المرحلة الرابعة والأخيرة، بعد أن انتشر في جميع أنحاء جسده".

وأجرى خامنئي عام 2014، جراحة سرطان البروستاتا، وبدأ ظهوره يقل في المناسبات.

بدوره فإن موقع "سحام نيوز" المقرب من معسكر الإصلاحيين في إيران، ذكر مساء الاثنين (12 سبتمبر 2022)، أن صحة المرشد علي خامنئي، ما تزال غامضة.

وزاد تصريح هاشم زاده هريسي، عضو مجلس الخبراء الإيراني، من الجدل حول الحالة الصحية لخامنئي؛ حيث قال لصحيفة "همدلي" الإيرانية، (11 سبتمبر 2022): إن "أعضاء مجلس الخبراء لم يلتقوا المرشد؛ لراحته وعدم تضييع وقته".

فضلاً عن هذا، تحدثت تقارير لمواقع إخبارية إيرانية غير رسمية بما يفيد بأن خامنئي على فراش الموت؛ بعد أن أجبرت حالة طوارئ طبية طائرته على التحول إلى محافظة سمنان القريبة من طهران.

من جانب آخر تستمر منذ أيام، الاحتجاجات الليلية في الاتساع بالعاصمة طهران، وفيها تُردد شعارات غاضبة ضد الحكومة والمرشد علي خامنئي.

ورُصد في طهران انقطاع كبير في خدمات الإنترنت، بالتزامن مع احتجاجات على وفاة فتاة بعد تعرضها للتعذيب على يد شرطة "الأخلاق" الإيرانية؛ لارتدائها حجاباً اعتبر "غير لائق"، وفق ما أفاد به موقع "نتبلوكس" ليل الجمعة (16 سبتمبر 2022).

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل، متظاهرين يهتفون ضد النظام الإيراني مرددين: "الموت لخامنئي"، و"الموت للديكتاتور".

ومع الحالة الصحية التي يمر بها المرشد الأعلى خامنئي يثار تساؤل حول تأثير وفاته- في حال حصلت قريباً- على الاضطرابات، وهل تتحول إلى غضب شعبي يؤثر على الحكومة.
يقول المحلل السياسي إياد الدليمي، إن طبيعة النظام السياسي الحاكم في إيران تمنع حصول أي اضطرابات عقب وفاة المرشد.

يعود الدليمي بالذاكرة إلى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، مبيناً: "حين مات الخميني، وهو الذي خرج من حربه مع العراق واقتصاده كان يعاني شبه انهيار وجيشه تلقى ضربات قاصمة، ومع ذلك لم تحدث اضطرابات كبيرة".

وعليه يعرب الدليمي عن اعتقاده بعدم وجود إمكانية لحدوث اضطرابات نتيجة وفاة خامنئي.

الاضطرابات تجري بشكل متواصل في إيران لأسباب أخرى وهي كثيرة، والحديث للدليمي، الذي يقول: إن "هذه الاضطرابات إن دلت على شىء فإنما تدل على حالة تذمر كبيرة تعيشها أغلب المدن الإيرانية، ولاحظنا قبل أيام، التظاهرات التي اجتاحت عدة مدن إيرانية، إثر وفاة إيرانية تحت التعذيب بعد اعتقالها من قبل شرطة الآداب بسبب طريقة لبسها للحجاب".

الدليمي يؤكد أن لدى الإيرانيين "ألف سبب وسبباً للتظاهر ضد النظام"، مستدركاً: "لكن ليس من بينها منصب المرشد، فالإيرانيون اليوم يبحثون عن نظام جديد يخلف نظام الولي الفقيه، وهو ما تدركه الطبقة الحاكمة التي تسعى لتنصيب خليفة لخامنئي بهدوء".

صلاحيات كبيرة

بحسب دستور إيران، يمتلك المرشد صلاحيات كبيرة تمكّنه من الفصل في كل شؤون الدولة، وهو يُشرف على عمل مختلف سلطاتها.

وتفيد المادة "110" من الدستور الإيراني بأن المرشد "يرسم السياسات العامة للنظام بعد التشاور مع مجمع تشخيص مصلحة النظام".

وتفيد أيضاً بأن المرشد "يصدر الأمر بالاستفتاء العام، وينظّم العلاقات بين السلطات الثلاث؛ التشريعية والتنفيذية والقضائية"، إضافة إلى أنه "يقود القوات المسلحة، ويعتبر قائدها الأعلى".

من يخلف خامنئي؟

منذ مرض علي خامنئي، تشهد إيران صراعاً متفاقماً على خلافة مرشدها؛ حيث أكدت تقارير سابقة وجود صراع يدور خلف الكواليس حول اسم ومواصفات الشخص الذي سيخلف خامنئي في حال غيابه عن منصبه.

كانت خمسة أسماء تُذكر في أحاديث السياسيين ووسائل الإعلام، تحولت إلى أربعة بعد وفاة أبرزهم هاشمي رفسنجاني في يناير 2015، ليترك ساحة الصراع أمام الأربعة الآخرين؛ وهم: هاشمي شاهرودي، ومجتبى خامنئي (نجل المرشد الأعلى الحالي)، وصباح يزدي، وصادق لاريجاني.

يقول إياد الدليمي إن فلسفة النظام السياسي في إيران الذي جاء بعد ثورة 1979، تقوم على أن منصب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية منصب يتجاوز في صلاحياته منصب الرئيس أو الملك.

وأضاف: "منصب المرشد الأعلى يستمد شرعيته من كونه منصباً دينياً يرتبط بالإمام الغائب لدى الشيعة الإمامية؛ من هنا تأتي أهمية هذا المنصب، فالمرشد صاحب صلاحيات إلهية لا متناهية، وهو بالنهاية صاحب الكلمة الأعلى والأقوى".

وتابع: "منذ عدة أشهر والحديث عن سيناريو ما بعد خامنئي يُسمع في الباحات الخلفية داخل طهران وقم، إدراكاً من الجميع لأهمية ترتيب البيت الداخلي الإيراني في ظل تداعيات خطيرة تعيشها إيران والمنطقة، من هنا يتم منذ وقت قصير، تداول عدة أسماء من بينها الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، والشخصية الأخرى هو نجل خامنئي نفسه".

المرشد والخليج

لإيران دور كبير داخل إقليمها؛ وهو دور لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن المنطقة.

منذ سنوات وإيران تعتبر "تهديداً" لأمن المنطقة وفق ما تذكره بيانات وتصريحات زعماء وقيادات في المنطقة، خاصةً دولاً خليجية مثل السعودية.

ولا يخفى الدعم الذي تقدمه طهران لمليشيات في المنطقة ساهمت بزعزعة الأمن، ويبرز هنا الحوثيون على سبيل المثال وتهديداتهم للسعودية والإمارات عبر الطيران المسير والصواريخ الباليستية التي خفت نشاطاتها في الفترة الأخيرة.

ولكون المرشد الأعلى هو المرجع والأساس لأي خطوة تخطوها الحكومة الإيرانية، يتبادر هنا السؤال حول التغييرات التي يمكن أن تشهدها سياسة إيران إزاء الخليج لو جلس على كرسي ولاية الفقيه "آية الله" جديد.

في هذا الشأن يستبعد إياد الدليمي وجود "أي تأثيرات تذكر على الخليج" في حال وفاة خامنئي وقدوم مرشد آخر.

ووفق الدليمي فإن "الذي سيأتي خلفاً لخامنئي سوف يحرص على مواصلة ما بدأه، خاصة في ما يتعلق بسعي طهران لتحسين علاقتها مع الرياض".

(الخليج أونلاين)