الحضارة الخليجية الناشئة .. !!

خلال العشر السنوات الماضية شهدت دول الخليج نهضة عمرانية وخدماتية وبنية تحتية اعتقد لم تشهدها منطقة أخرى في العالم ولا تقارن بخليج ما قبلها، وفقا لمعطيات الفترة الزمنية البسيطة التي تم فيها الانجاز، وتاريخ النهضة المنعدم اذا استثنينا الكويت، وحركة العلوم البطيئة كبقية دول العالم الثالث، ونسبة التعليم التي ما تزال أقل من معدلاتها الطبيعية، و إنتاجية المواطن الخليجي المتواضعة والمعلومة لدى الجميع، والتي لا تتوافق جميعها مع حجم هذه النهضة المشهودة،

وبعيدا عن جدلية غياب دور الانسان الخليجي ومشاركته الضامنة لاستمرار بقائها، أو طغيان المال الخليجي على العقول والسواعد الخليجية فيها، أو انعدام الرافعة الصناعية الخليجية الثقيلة، أو وجود بدائل زراعية ضامنة أو روافد ثقافية مكملة، لكنها وفي كل الاحوال نهضة عمرانية تفوق الوصف وربما تسبق التوقع والخيال، والشواهد والمناظر في ذلك أبلغ وادق، وما نتابعه ونشاهده من مظاهر ومعالم هذه النهضة يرقى لتأسيس حضارة تمتلك كامل البنية التحتية المؤهلة لحضارة خليجية ناشئة إن جاز لنا التعبير،
وفي ذلك تقديرا تصدرت قطر قائمة دول الخليج الست بحافز المونديال وكانت لوسيل المعجزة في المقدمة، ولم تفرق عنها دبي وأبوظبي كثيرا، كذلك الكويت التي غابت عن دورها السياسي والعربي قليلا لكنها لم تهمل بنائها الداخلي، البحرين أيضا شهدت نهضة عمرانية أصبحت متوافقة مع مركزها المالي في المنطقة، وسلطنة عمان لم تتخلف كثيرا عن اللحاق بركب بقية الدول الخليجية، وكان الانفتاح الثقافي في السعودية حاضرا بقوة أكثر من التشييد والبناء الداخلي أو هكذا بدت المملكة إعلاميا.