المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 12:58 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة! صحفي سعودي يكشف عن جهود المملكة الكبيرة في دعم اليمن: أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية رئيس حزب الإصلاح ”اليدومي” في تصريح صادم: مفاوضات مسقط يمثل مليشيات الحوثي ولا يوجد من يمثل الشرعية! مقتل وإصابة 28 مدنياً في تعز خلال شهري أبريل ومايو بسبب العنف المتصاعد

”إستٌ في الماء وأنف في السماء”

د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

وقف أستاذ الأدب العربي في ثانوية خور مكسر بعدن عام ١٩٦٥ يشرح لنا درساً في البلاغة عن التشبيه ، والكناية ، والتورية ، والاستعارة والاستعارة المكنيّة ..
فأورد لنا في التشبيه مثالين ،
الاول :
"كأننا والماء من حولنا /
قوم جلوس حولهم ماء "
والثاني :
"كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
وأسيافنا ليل تهاوت كواكبه"
ثم شرح الفرق بين التشبيهين بأن الأول يشبّه الشيءَ بذاته ، وهو لا يعكس أي معنى من معاني البلاغة ؛ في حين أن الثاني تشبيه يتضمن معظم عناصر البلاغة مثل الاستعارة والكناية ، والتورية .. وهو ما يجعل الشعر العربي ذا قيمة في حياة العرب حينما يتعلق الأمر بإكساب المادة قيمة وجدانية ، "مثار النقع" وهو ما يتخلف من سنابك الخيل عند عدوها ، "أسيافنا ليل تهاوت كواكبه" ، يصف حالة الفزع التي تملكت القوم عند الغارة .
ثم انتقل إلى الأمثلة التي يتداولها العرب وكانت تجسد انماطاً من سلوكهم .
" إستٌ في الماء ، وأنف في السماء" .
وتوقف حائراً ، وقال : كيف أشرحها لكم . هذه من أهم ما ذهب إليه العرب في تلخيص مكثف لجانب من سلوكهم . ويقصد بها : كأن يصاب المرء بعثرة تشتد معها حاجته لمساعدة غيره ، وحينما تزول الحاجة يعود إلى سلوكه القديم في التعالي حتى على من ساعد في سد عثرته .
ثم قال : هذا السلوك هو جزء من ثقافة العرب انتقلت عندهم من جيل إلى جيل .. ولكي أؤكد لكم ذلك ، هذا اليوم الصباح أعطيت للمراسل الذي يعمل في إدارة المدرسة خمسة شلن كان طلبها مني قبل فترة . أريد واحد منكم يروح يسأله عن المساعدة ، ويشوف كيف با يكون جوابه .
تبرع زميلنا صالح عبد الله حسين وراح يسأل المراسل :
-هاه اليوم الاستاذ عبد الوهاب ( بوّنَك) يعني أعطاك فلوس .
عاد إلينا صالح ، وكان الرد الذي حمله :
-إيوه أعطانا ، إيش من حق أبوه !!
ثم قال الاستاذ :
هذا هو التفسير العملي لهذا المَثل الذي قال به العرب منذ أكثر من ألف وخمسمائة سنة ولا يزال يجسد جانباً من سلوكهم حتى اليوم : "إست في الماء وأنف في السماء".