وداعا يا شيخ صادق وبالتوفيق للشيخ حميَر

مرت السنوات بسرعة منذ ديسمبر العام ٢٠٠٧ تاريخ وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وحتى يناير ٢٠٢٣ تاريخ وفاة نجله الشيخ صادق بن عبدالله رحمهما الله.

عقب وفاة الشيخ عبدالله اصطحبني القيل الشهيد نايف الجماعي مراراً لمنزل الشيخ إذ كان ضمن الفريق الفني المسؤول عن تأبين الشيخ عبدالله وتنصيب الشيخ صادق خلفاً له.. ولا أزال أتذكر شطراً من شيلة لم يتم نشرها أعدها الفنان محمد ناصر الاضرعي وآخرون:

شِلّها يا شيخ صادق ومثلك يستحق

أي استلِم المشيخة بعد أبيك. ولقد كانت فترة عصيبة بكل ما تعنيه الكلمة، سواء على مستوى الوطن أو مستوى آل الأحمر وقبيلة حاشد.

حظي صادق بن عبدالله بوداع يمني وعربي على أعلى المستويات خلال فترة علاجه بالأردن إذ زاره الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي ووفود رسمية من السعودية والأردن ودول أخرى.

كان الشيخ صادق سهل المعشر لا يعرف اللف والدوران، و"الذي بقلبه على لسانه". ورغم بساطته فقد كان حكيماً في آرائه وتحضرني أمثلة من النقاشات التي كانت تدور بمنزله كل جمعة بين نخبة من السياسيين وكيف كان يخالف شطحة متحدثٍ ما بطريقة تحفظ للمتحدث الاعتبار وتجنبه الشعور بالحرج، وهذه قمة المروءة.

قضت حكمة الله أن يُحرم الشيخ صادق من الإنجاب، وقبل ١٤ عاما تقريبا، عيّره أحد السلاليين، عبر الصحافة، بكونه لا ينجب، وسبحان الله توفي ذلك الرجل قبل الشيخ صادق بعامين، بعدوى الكوفيد.
حُرم الشيخ صادق من الأبناء لكنه كان أباً لكل من يعرفه. وارف الحنان مبذول الوجه.
يوم الأحد بمشيئة الله يصل جثمان الشيخ صادق إلى صنعاء وينقل إلى مثواه الأخير في مقبرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
رحم الله القيل الشيخ صادق وبالتوفيق للشيخ القيل حميَر بن عبدالله.. شِلّها يا شيخ حميَر.. وقدرك معتبَر.

- الصورة بعدسة محمد العماد بمعية أخي رياض علي الأحمدي