المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:23 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
انقلابات عسكرية وشيكة وفرض واقع جديد في عدن ومارب وحضرموت وتعز!.. محلل سياسي يدق ناقوس الخطر سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم

أنا زيدي بن زيدي!

د.عبدالوهاب طواف
د.عبدالوهاب طواف

د. عبدالوهاب طواف

الكثير من الناس كانوا يعتقدون أن الزيدية دين، وأنها عبارة عن تعاليم إسلامية، للتقرب من الله، وتوضيحات وتفسيرات لمسائل فقهية. بل أن هناك شخصيات كبيرة تواصلت معي مؤخرا، وقالت أنهم يرون ويعتقدون أن الزيدية عبارة عن سربلة في الصلاة وقول حيا على خير العمل في الآذان، والصلاة على آل محمد من أهل النبي، وقراءة سورة يس بعد الميت، وليس أكثر من ذلك، فماهو الغلط؟
ولذا هناك من يجاهر جهلا بأنه زيدي بن زيدي!

إليكم القصة:
أجبتهم ووضحت لهم، أن تلك الشعائر والاختلافات لا تُغير حال، وبنظري أن السربلة في الصلاة والضم، وترديد حيا على خير العمل أو عدم ترديدها، وقراءة سورة يس أو عدم قرأتها بعد الميت، هي مجرد اختلافات عادية لاتغير صحب ولا تستدعي الخلاف والخصام، ولا خلاف حولها، وليس لدينا حولها اعتراض.

قلت لهم أن الزيدية منهج سياسي، لتخصيص السلطة لبني هاشم، واتفاقية عنصرية؛ تلزم المؤمن بها بالخضوع والقبول المطلق لحكم بني هاشم، والقبول بتميزهم وتسيدهم على الناس.

للأسف القليل من الناس لا يعلمون أن الزيدية دين خاص بالهاشمية السياسية؛ يناقض ويصادم جوهر الإسلام، كما أن معظم الناس لا يعلمون أن الزيدية مجرد برنامج عمل سياسي خاص بالأًسر الهاشمية المؤمنة بتسيدها على الآخرين، ولكنها لبست لبوس دينية، لضمانة ترويجها بين العوام،
كما أن الزيدية عبارة عن تعاليم صارمة؛ تأمر الناس بالخروج ضد أي حاكم ليس هاشمي ( ما يسمونه شرط: الخروج على الحاكم الظالم).

ولكن إن كان الحاكم هاشمي، فعندها تتبدل الشروط الزيدية وتختلف تعاليمها، وتتغير تموضعات كهنتها ومواقفها، فيُصبح الحاكم عادلا، لا يجوز الخروج ضده، فهو ينفذ تعاليم السماء، فإن أصاب فله أجر وإن أخطأ فتلك إرادة السماء، وإن تسبب الحاكم الهاشمي بالخراب والجوع والفقر، فذلك هو غضب من الله ضد الناس، الذين لم يطيعوا الحاكم الهاشمي، وابتلاء من الله لهم. وتتحول معتقدات الزيدية إلى نصائح للناس؛ بالصبر والتصبر على الفساد والغلاء والجوع، والجزاء سيأتي في الجنة بعد الموت.

وتتحول مرويات الزيدية إلى توجيهات وأوامر قاطعة للحاكم الهاشمي بالقصاص والتنكيل لمن يعارضه، فمعارضته هي معارضة لله وللنبي وللآل الأطهار. وتطلق الزيدية على المعارضين لحكمهم، بالمنافقين والعملاء، والمفسدين في الأرض، والخوالف، وتجيز للحاكم الهاشمي قتلهم ونهب ممتلكاتهم.
ولذا تجدوا الملحد من بني هاشم يسخر من القرآن ويتهم النبي وزوجته وصحابته بأبشع التهم، ولكنه يقاتل على ما يُسمى بالمذهب الزيدي، لأنه وسيلته المضمونة والمريحة للوصول إلى الحكم، والتحكم برقاب وممتلكات الناس، بلا مؤهل أو تعب أو مشقة.

وبعد هذه التوضيحات، بالتأكيد سيُغير رأيه من كان يعتقد أنه زيدي بن زيدي، فلا يجتمع في قلب إنسان، إسلام وزيدية، وكرامة وزيدية، وحب الآخرين وزيدية، فالزيدية تصادم الحياة وتعارض الدين، وتُكرس العنصرية، والفُرقة والتفرقة والبغضاء، وتؤسس للتحاسد والتناحر بين الناس، والإسلام بريء من هذه الآفات.
ولذا فأي شيء يأتي ليناقض كرامة الإنسان ويعمق الخلافات بين الناس، فليس بدين، حتى وإن حث بذلك كل سكان الأرض.
وإلى حلقة توعوية قادمة.
#مدونة_التوعية_والتثقيف