المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:22 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
انقلابات عسكرية وشيكة وفرض واقع جديد في عدن ومارب وحضرموت وتعز!.. محلل سياسي يدق ناقوس الخطر سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم

تعساء بمبررات جديدة حتى لو وضعت الحرب أوزارها

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

لا أدري ما الذي يمنع الناس أن يكونوا سعداء هذا اليوم. أفشل في معرفة سبب تعاستهم. الجميع يشكو ويتألم، الجميع لديه جروح في النفس، مخذولون وذاكرتهم مرهقة بماضيهم. لا أكاد أجد إنسانًا بكامل عافيته ويعيش الوجود بخفّة عالية. مراهق بعمر العشرين أو رجلًا شارف على الثمانين. الفقير قلق والغني لا يخلو من مشاعر مشابهة. المتزوجون مهمومون والعزاب يعانون من الأرق، والجميع ساهر يندب حظه التعيس في هذه الحياة.

لدي قناعة أن السعادة هي أمر ممكن ومتوفر لأي انسان. كل الناس بمقدورهم أن يكونوا سعداء دون حاجة لأي شيء. فقط لو أعادوا ضبط تصوراتهم عن الحياة، ذلك أن أغلب مشاكلهم نابعة من عشوائية ذهنية وحالة من الارتباك الداخلي، أكثر منها تعاسة نابعة من وقائع خارجية. هناك جزء كبير من تعاسة البشر غير مبررة، أتحدث عن التعاسة النابعة من ذات الإنسان، تلك التي يمكنه السيطرة عليها لمجرد تغيّر فكرة في ذهنه.

أنتم أيها البشر سبب تعاستكم. وكل مبرراتكم حول شعوركم بالشقاء خاطئة، إنكم تظللون أنفسكم فحسب. أنتم أشقياء، نعم.. لكن الجزء الأكبر من شقاءكم سببه طريقتكم في الإنفعال تجاه العالم. وليس نواقصكم في الحياة أو منغصاتكم فيها.

لا أدري متى سيكون البشر سعداء، متى سيعيشون فرحًا حقيقيًا أصيلا وممتدًا، سعادة موثوقة نابعة من يقظتهم الذهنية العالية، من ادراكهم لجوهر الحياة. متى سيعيشون الحياة برحابة نفسية عالية، الحياة كتجربة حرة جديرة بالذهول، كمهرجان من الغبطة المفتوحة، حالة من الانتشاء بالوجود بكل نواقصه. ما الذي يمنع أن تكون الحياة كذلك..؟ ما الذي ينقصهم ؛ كي يتمكنوا من عيش الحياة بصيغتها العليا. ثم ما الذي يضمن أنهم سيكونون كذلك لو تحقق لهم ما يقولون إنه سبب قلقهم.

لا يمكن أن تكون كل هذه التعاسة طبيعية. العكس هو الصحيح. ذلك أنني أؤمن أن الإنسان يولد ولديه نزوع مركزي دائم نحو السعادة، ما يعني أن كل المشاعر المناقضة لهذه الحالة هي توترات عابرة، أو يُفترض أن تكون كذلك. لكن لماذا هو الإنسان تعيس في معظم أوقاته. أظن أن هناك خطأ ما حدث وانحراف مهول عن الحياة المفترضة. خطأ ذهني تسبب بانتشار كل هذه التوترات تجاه الحياة. خلل في تصوراتنا عن الحياة وكيف يجب أن تكون. أي أننا نحن مصدر تعاستنا، ولو انضبط الوجود واقعيًا بأرفع صيغة ممكنة تحبونها، لما زالت تعاستكم أيها البشر.

يُقال في مواجهة أي مشكلة أمامك خياران: إما أن تحلها أو تغير انفعالك تجاهها. ونحن عاجزون عن الأمرين، انفعالاتنا تجاه العالم الخارجي مرتبكة. تشوهاتنا الذهنية هي سبب تعاستنا. أما ما يقال من أسباب التعاسة الواقعية ، فهي صحيحة، لكنها مجرد تبريرات تحاول شرح ما نحن عليه من تجهم وانقباض داخلي. إنها نتيجة وليست سبب. نحن في حرب وأزمة كبرى..؟ لذلك التعاسة هي الحالة الطبيعة.. سيقولون لك هذا. في الواقع، هذه مغالطة إضافية، فمن لا يعرف كيف يرتب انسجامه داخل العالم في ظل الحرب لن يكون منسجمًا في أي سلام. حتى لو وضعت الحرب أوزارها ستظلون تعساء بمبررات جديدة. منحوسون وتستحقون ذلك إذ لم تفهموا.

السعيد يمكنه أن يكون سعيدًا حتى بشقاءه، يمنح كفاحه قيمه ويشعر بفرح لكونه يخوض الوجود بجسارة ولم يغادر اللعبة بعد. كلكم حزانى ومهمومين ما هذي قد هي إلا قلة أدب.

#بسم الله أول عودي.