المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:14 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

الدكتور عبد العزيز المقالح سفير الإبداع اليمني إلى العالم

في اليمن ظل الكثير من الشعراء والمبدعين يبدعون وينشرون في النطاق المحلي ولم يتجاوز المحلية إلى الإقليمية والعالمية إلا قلة من المبدعين الكبار أمثال : الشاعر الراحل عبد الله البردوني ، والدكتور عبد العزيز المقالح الذي رحل مؤخرا بعد حياة ثرية قدم فيها لوطنه الكثير من الجهود ، حيث عمل في الإذاعة ، وفي الصحافة ، وفي إدارة جامعة صنعاء ، وفي إدارة المركز اليمني للدراسات والبحوث ، وفي الكثير من الوظائف التي تقلدها والمهام والأعمال التي قام بها .

لقد أضاف المقالح الكثير من الإضافات الهامة للإبداع اليمني والعربي في دواوينه الشعرية ، ودراساته النقدية للكثير من الظواهر الأدبية والكتب والأعمال الأدبية ، إضافة إلى تراجمه الهامة عن الشخصيات اليمنية أمثال : أبو الأحرار والثوار الشهيد القاضي محمد محمود الزبيري ـ رحمة الله تغشاه ـ حيث ألف عنه المقالح كتابه ” الزبيري ضمير اليمن الوطني والثقافي ” وعلي أحمد باكثير الذي يراه المقالح ” رائد التجديد في الشعر العربي المعاصر ” و” أحمد الحورش الشهيد المربي ” وغيرهم من الأعلام .

لقد ظل المقالح منذ بزغ نجمه وأشرقت شمسه نعم الأب الذي يرعى كل مبدع ويأخذ بيده ، ويشجعه ويكتب له مقدمة في إصداره لتكون جواز مروره إلى القراء ، ولا يكتفي المقالح بهذا بل يشيد بإبداعه في مقالاته ، فلا تكاد تخلو مقاله له من ذكر إصدار أُهدي إليه مشيدا به وبصاحبه .

وظلت مقالاته تنشر في الصحف والمجلات العربية والأجنبية ، كما ظل الناس يستمعون إلى خواطره الرمضانية عبر الإذاعة ، ثم يشاهدونه في التلفزيون في برامج عديدة منها خواطره الرمضانية التي اتسمت بخطاب بطرح سلس ولغة هادئة ، كما ترجمت كتبه ومؤلفاته إلى العديد من اللغات الحية في العالم ، وكرمته الحكومة الفرنسية بمنحه جائزة (الفارس) من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية في العام 2003م ، كما كرمته اليونسكو في باريس بجائزة الثقافة العربية في العام 2002م ، كما حصل في العام 1986م على جائزة ( اللوتس ) وهي الجائزة الأدبية الدولية التي يمنحها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا سنويًا للأدباء الأفارقة والآسيويين البارزين.

وقد كرمته كذلك مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بجائزة الشعر في عام 2010م ، كما نال الكثير من الجوائز والأوسمة ، ويكفيه حب القارئ اليمني والعربي واحترامه له ، وتلك المكانة التي نالها في اليمن والعالم .

شخصيا لم ألتق بالراحل المقالح في لقاء خاص ، وهذا لتقصير مني وتكاسل فقد هممت بزيارته مرات عديدة إذ عرف بتواضعه وحبه للكتاب والمبدعين من مختلف التوجهات ثم شُغلت ، ولكني ألتقيت به في بعض المناسبات العامة .

وعند موته ثار جدل كبير ، فقد تذكر البعض بعض التجاوزات التي قالها في شعره خلال فترة السبعينات من القرن الماضي ثم تراجع عنها وأعتذر وتاب وأستغفر الله ، ثم كتب بعد ذلك تلك الروائع الشعرية التي تمجد الله وتسبحه وتهفو إليه ، وقد كنت أقرأ في كتابه ” ذكرياتي عن خمس وعشرين مدينة عربية ” هو من أواخر كتبه فأجده يقول وقد كنت أصلي في تلك الجهة بالجامع الكبير بصنعاء ، تلك الجهة التي لم تكن مضاءة حينها فأشعر بلذة الطمأنينة ومناجاة الله ، وكذلك يتحدث عن صلاته في مساجد عربية شهيرة وعن رحلاته للحج والعمرة وفي حديثه وشعره تدرك مدى تدينه وحبه لله ولخلقه .

وقد طالب البعض بعد موته بأن يتم تخليد اديب اليمن الكبير بإطلاق اسمه على شارع أو جامعة ، وفي الحقيقة نحن لا نريد لشاعر اليمن وأديبها الكبير الراحل الدكتور عبد العزيز المقالح ـ رحمة الله تغشاه ـ تمثالا في أحد الشوارع أسوة بغيره من عظماء وعمالقة العالم ، التكريم الحقيقي له هو الوفاء لنهجه في حب اليمن أرضا وإنسانا وتشجيع كل مبدع فيها وإعلاء قيمة الكلمة ومد جسور المحبة والتواصل مع الجميع ..

نريد من المؤسسات الإبداعية والجهات الثقافية والأسر التجارية اليمنية إطلاق جائزة الدكتور عبد العزيز المقالح في الشعر والقصة والمقال والمسرح وشتى الفنون والآداب ..

نريد أن نرى اسم الدكتور عبد العزيز المقالح على مؤسسة ثقافية تليق بهذا العملاق الكبير الذي كان طيلة حياته أروع سفير لليمن في المحافل العربية والعالمية ، وأن تظل هذه المؤسسة تحتفي بالإبداع وتطبع كتبه ودواوينه وتهتم بنشر أعماله وترعى كل فعالية أو دراسة حول جهوده الثرية في الأدب والنقد وغيرها .

لقد عاش المقالح لليمن الكبير ، تألم لآلامه وعانى لمعاناته وجسد هذه المعاناة شعرا ونثرا ، فضل البقاء في صنعاء التي عشقها وكتب عنها شعرا ونثرا رغم ظروف الحرب والاغراءات التي تلقاها من جهات عديدة عربية ودولية ، أحب صنعاء وفضل البقاء فيها فهي المدينة التي عشقها ووهبها عصارة قلبه قصائد كثيرة في حب صنعاء ضمها في ديوانه ” كتاب صنعاء ” .

ظل المقالح بعيدا عن المهاترات والمكايدات السياسية ونأى بقلمه عن الخوض فيها أو الانحياز الأعمى لأي جهة على حساب وطنه وأمته .

رحم الله الدكتور عبد العزيز المقالح القامة والقيمة ، المبدع والإنسان الذي جسد في حياته وإبداعه اليمن الكبير وآماله وآلامه..

مقال في أربعينية فقيد اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح رحمه الله .