المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:05 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

طبخات السلام، هل لليمن فيها نصيب؟

بلا شك تمثل إيران للإمامة الهاشمية في اليمن وقودًا إضافيًا، ومصدرًا تمويليًا قويًا، وداعم تسليحي وتدريبي ولوجستي مؤثر، إلا أنها لا تمثل الشريان الأورطي لتلك الجماعة السلالية العنصرية. فهي جماعة تبث السموم في الجسد اليمني منذ 1200 عام، ولن تتراجع عن سمومها وجرائمها حتى لو سقط نظام الملالي في طهران، ولن تسقط إلا بكسرها عسكريًا، ثم تجريم عنصريتها تشريعيًا.

ترى الجماعة السلالية في اليمنيين ومن يخالفها أعداء وجب قتلهم ونهب ممتلكاتهم، لا التقارب معهم، وإن أُرغمت على الذهاب للتهدئة أو السلام أو الاستسلام فهي مجرد جولة اِستعداد جديدة لمعركة جديدة.

أما فيما يخص اِتفاق السعودية وإيران، فهو اِتفاق سعت له إيران عبر حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة، للملمة ومداواة جروحها الداخلية، وللخروج من عزلتها الخارجية، وهي كسبانة مقابل تقديمها لوعود شفوية "مشفرية" بتهدئة مرتزقتها في اليمن، وفي الدول المنكوبة بمليشياتها، وستخرج من جحرها للصيد بمجرد إنتهاء الشتاء ودخول، الموسم الدافئ.

أما بالنسبة للصين فحققت الكثير من المكاسب الاقتصادية والسياسية في منطقة كانت شبه مغلقة للولايات المتحدة، وحافظت على علاقتها بروسيا وإيران، وضمت إلى قائمة أصدقائها دولة محترمة كالسعودية، وهي الدولة القوية اقتصاديًا، والأكثر نفوذُا ووجودًا ومصداقية في العالم، خصوصًا الإسلامي.

بالنسبة للسعودية، فأعتقد أنها مدركة أنها لن تحقق شيء من قِبل النظام الإيراني، ولكنها حققت الكثير من النقاط ضد حليفتها التقليدية، الولايات المتحدة، وضد شركائها ( الإخوة الخصوم) في الخليج.

فواشنطن كانت تأخذ الكثير من الرياض مقابل بيعها أسلحة نوعية والوقوف معها سياسيا، وبمجرد وصول الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، ذهب في سياسة أخذ الكل من السعودية مقابل لا شيء، حتى أنه ذهب للتقارب مع إيران، ورفع مليشياتها الحوثية من قائمة الإرهاب فور دخوله المكتب البيضاوي في أول يوم دوام له. ومثلت حرب استعادة الدولة اليمنية، ووجود الحرائق والسموم الإيرانية في المنطقة نافذة واسعة لواشنطن لابتزاز السعودية.

كما أن "شركاء" السعودية في المنطقة العربية ذهبوا في أوقات سابقة للتقارب مع إيران، ونسجوا علاقات أحادية معها، وتركوا الرياض وحدها في جبهة الدفاع عن أمن واستقرار منطقة شبه الجزيرة العربية ضد إيران ومرتزقتها من العرب، ووضح ذلك في التصويت ضد الانتهاكات الإيرانية ضد شعبها في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، المنعقد مؤخرا في الدوحة.

هنا وصلت الرياض إلى قناعة، أن هذه السياسة العرجاء لا تصب في صالحها، ولذا ذهبت لمحاولة توقيف عجلة الابتزاز الأمريكي لها، بالتقرب من جحر الأفعى الإيرانية بدلًا عن البقاء تحت رحمة سياسات الابتزاز الأمريكية، وضحية لضربات الإخوة الخصوم ضدها في الخفاء. وخصوصًا أن السعودية اليوم ليس سعودية الأمس.

ستحقق المملكة من وجود تهدئة (إلى حين) مع إيران فائدة استكمال مرتكزات رؤيتها التنموية 2030، واستكمال تحولها إلى وجهة سياحية واقتصادية أولى في المنطقة، إضافة إلى كونها القبلة الدينية للمسلمين والسياسية للعرب، وهذه القفزات التنموية والإصلاحية في المملكة التي يديرها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ستجني الكثير من الفوائد والأرباح إلى الخزانة السعودية، جلها يأتي خصمًا من الأرباح التي كانت تذهب إلى خزائن الإمارات وقطر، وهذا ما ولد ضدها عداوات القريب قبل البعيد.

على كلا؛ نحن في اليمن لا يهمنا من التقارب السعودي الإيراني إلا في جزئية توقيف تدفقات الأسلحة والمخدرات الإيرانية إلى الذيل الحوثي، إن صدقت. وقناعتي أنها لن تصدق، بل ستزيد من تلك التدفقات.

أعتقد أن المجلس الرئاسي مدرك لتلك الحقيقة، ولذا فهم يعملون على تعزيز قدرات الجيش، وتوحيد الصف السياسي اليمني، اِستعدادًا للقادم، وليعلم الجميع أننا في اليمن ما زلنا بعيدين عن مسارات السلام، ولا ينبغي أن نقف عند أي تقاربات تُطبخ في مسقط أو بغداد، فتلك الطبخات لن تسد رمق جائع طفل نازح في خيمة في صحراء مأرب، ولن تداوي طفلة يمنية فقدت ساقيها بلغم إيراني هاشمي في تعز، أو الساحل الغربي.

لنا الله، والله غالب.