لا تعرفها الصين.. صفقة سرية بين السعودية وإيران قبل المفاوضات.. والرياض تحصل على ضمانات من طهران
كشفت صحيفة كويتية، تفاصيل صفقة إيرانية سعودية خاصة لم تعرف الصين مضمونها، تمت قبيل الإعلان عن الاتفاقالنهائي للمصالحة بين البلدين.
وأكدت صحفية "الجريدة" الكويتية، أن السعودية حصلت على ضمانات إيرانية سرية قبل توقيع «اتفاق بكين»، مشيرة إلى أن المملكة وضعت شروطًا لا تقبل النقاش، حينما عرضت الصين وساطتها على الرياض.
ونقلت الصحيفة، عن مصدر دبلوماسي كان مسؤولاً عن تنسيق الاتصالات بين طهران وبكين حول الوساطة الصينية مع الرياض، أن الصينيين أنفسهم لم يكونوا يتوقعون الموقف السعودي الإيجابي قبل أسبوعين.. موضحًا أن الجانب السعودي اتصل قبل أسبوعين ببكين، وذكر أن لديه شروطاً غير قابلة للتفاوض، وإذا كان الجانب الإيراني لديه الاستعداد للقبول بهذه الشروط دون أي بحث، فليرسل وفداً إلى بكين لوضع اللمسات النهائية وتوقيع الاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشروط السعودية بحثها بشكل حصري رئيسا وفدَي البلدين في بداية الأيام الأربعة من المفاوضات التي قادت إلى إعلان الاتفاق، مضيفاً أن هذه الجلسات جرت بدون حضور أي ممثلين صينيين وحتى بدون مترجمين، باعتبار أن الأمين العام للمجلس الأعلی للأمن القومي الإيراني علي شمخاني هو إيراني عربي يتكلم اللغة العربية بطلاقة.
ويؤكد المصدر أن جميع الملفات الأمنية المتفق عليها، وُضِعت -لاحقاً- على طاولة المفاوضات، خلال خمس جولات من الحوار بين البلدين على مدى عامين، لكن مفتاح اللغز كان الاتفاق الخاص الذي تم بين شمخاني ورئيس الوفد السعودي مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد العيبان، والذي بدل الجو العام ودفع نحو إتمام المفاوضات بنجاح.
وقالت الصحيفة الكويتية، إن المصدر لا يملك أي معلومات عما تم تداوله خلال الاجتماع الثنائي، لكن الانطباع العام لدى الوفد الإيراني كان أن السعوديين يريدون ضمانات خاصة غير علنية من الإيرانيين وقد حصلوا عليها بالفعل.
بدورها أكدت بكين للجانبين أنها مستعدة لضمان الاتفاق، وفي حال وجدت أي انتهاك لبنوده لن تقف مكتوفة الأيدي، وستواجه الطرف المنتهِك بحقيقة أن انتهاكاته تمس مباشرة بهيبة الدبلوماسية الصينية ما قد يؤثر على العلاقات بين البلدين.
وحول معرفة الولايات المتحدة بالاتفاق، قال المصدر الدبلوماسي أن الجانب الصيني عمل على إعداد تفصيلي ممتاز للمفاوضات، بعد أن درس القضايا الخلافية بين الجانبين، والثغرات والمحدودية في الوساطتين العراقية والعمانية، حتى أنه لم يبلغ واشنطن بالمفاوضات، كما جرت العادة بين البلدين، حيث تتقاطع مصالحهما، تاركاً المجال للرياض لإبلاغها في اللحظة الأخيرة دون أي تنسيق مسبق، كما كان يحدث في جلسات الحوار التي جرت سابقاً في بغداد. مشيرًا إلى أن الصين قدمت وعوداً للجانبين بالاستثمار الاقتصادي في المنطقة مشترطة إنهاء كل الملفات والنزاعات المباشرة أو بالوكالة بينهما.
