المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:42 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

شعب البطولات

عبده سالم
عبده سالم

الشعب اليمني يقدس البطولات ويحب الأبطال ويلتف حول رمزية البطل المنقذ بصرف النظر عن توجهه أو التزامه، المهم أن يكون بطلا.
لقد عرف عن المواطن اليمني في الماضي أن أول كتاب يقرأه بعد أن يتعلم مبادئ القراءة والكتابة وقصار سور القرآن هو قصة "الزير سالم"، أو سيرة "عنترة بن شداد"، أو قصة "المياسة والمقداد" كأول مادة ثقافية يرى من خلالها الفرد اليمني ذاته البطولية .
وفي سبيل دعم الشعب اليمني للأبطال وعشقه لروح البطولات هتف للزعيم عبد الناصر، و أعلى من شان السلال، واحب الحمدي، وانبهر بصدام، واستهواه أسامة بن لادن، وغيرهم من الابطال والمغامرين، ولم يحرم من هذا الفيض اليمني المحب للابطال والمعظم لروح البطولات أحد من الابطال الذين قدموا أنفسهم للشارع اليمني والعربي كابطال بصرف النظر عن حظ كل منهم من البطولة أو المغامرة، وبصرف النظر عن مدى استلهامهم لمعاني ومبادئ البطولة الحقيقية.
المهم هو أن بين الشعب اليمني والابطال عقد وثيق من الولاء والدعم والاسناد والمناصرة يتجلى في المشهد السياسي العام كحقيقة ساطعة بمجرد تقديم البطل نفسه للمجتمع كبطل ومنقذ، سواء كان من أبطال الحرب ، أو من رواد السلام، ولعل هذه الظاهرة تكاد تكون منتشرة في العديد من المجتمعات العربية الا انها في اليمن تتجلى بشكل أبلغ واوضح كسلوك لصيق بالشخصية اليمنية.
اذا حصل وان غاب رمز البطل الحاضر من المشهد السياسي لاي سبب من اسباب الغياب وحدث وان انقسم الامر، وتجزأت السيادة، واعتلى الأمر بعض ممن لايعبر عن حقيقة البطل المثالي واخضع الشعب قهرا لمن يدّعون البطولة، يضطر المواطن اليمني حينها ان يمنح هؤلاء المتصدرين للمشهد، والمتقمصين لدور الابطال ولاءات مؤقتة، وبصكوك مؤقته لجلب السلامة وتمرير الوقت حتى يظهر البطل الحقيقي، ولذا لاحظنا أن المواطن اليمني هنا يلوذ برمزية عفاش، وبجانبه يدق صدره للحوثي، وهناك يهز راسه للانتقالي ، وبينهما يمد يد المصافحة لمكونات الشرعية حتى يستبين أمرها، كل ذلك في اطار من الولاءات المؤقتة دون أن تصل هذه الصكوك المؤقته للتسليم للحوثي بالامامة، ولا لمنح عفاش حق العودة من جديد بعد الذي حدث، للانتقالي بالانفصال، ولا للشرعية بالولاء المطلق..
نستطيع القول أن 80% من ميزان قوة الشعب الاستراتيجية مودعة في هذه الولاءات المؤقتة القابلة للاسترداد لمصلحة البطل الحقيقي، و20% موزعة كولاءات مصيرية لهذه الاشكال المتقمصة لدور البطل.
الاحداث والمتغيرات والاهتزازت وحركة الانتقال من الحرب الى السلم والعكس، وكذا تغيير حلقات الصراع المقرونة باعتمالات دولية واقليمية وحدها التي عادة ما تكون سببا في مراجعة قائمة هذه الولاءات المؤقتة واعادة توزعها، او حسمها لصالح بطل مفترض انتهز المتغيرات وعصر شاربه، و من ثم اقدم بكل بسالة في اتجاه لم شتات هذه الولاءات المؤقتة والانتصار للقضية الوطنية .

للتامل :

وما الخير إِلا في السيوف وهزها
والقائها في الهام أو في الحواجب

وحمل الفتى للسيف في اللّه ساعة
كستين عاماً من عبادة راهب

فمالي إِلا السيف حصن ومفزع
إِلى أن ألاقي السيف والسيف صاحبي

"ابراهيم بن قيس الحضرمي"