• الرئيسية
• مقالات

كانوا في مدينة رسول الله حين فُرض الصوم يصومون مرة واحدة، بحكم أن مطلع الهلال واحد، والمدينة متقاربة، ثم توسعت جغرافيا الإسلام، فصارت له الشام والجزيرة واليمن وعمان ومصر، وصار لكل بلد مطلع، وذلك بسبب بُعْد المسافة، وانعدام الاتصالات السريعة بين البلدان، أما اليوم وقد صار الإتصال مباشرا، ورؤية مسلم عدل تكفي جميع المسلمين، فكيف برؤية لجنة متخصصة، ولم يعد للمسلمين عذر في توحيد الصيام، بل صار وضعنا أقرب من حال مدينة رسول الله، باعتبار أن المدينة كانت فيها قرى، ويصلها الخبر ليلا، أما في عصرنا فكل شيء بالبث المباشر المرئي، وبالإمكان اختيار لجنة موحدة من عدة دول، وفي عدة أماكن، وتتفق لجان الرؤية على طبيعة الرؤية والحساب الفلكي، ويصوم المسلمون أجمعون بعيدا عن تنازعات السياسة، وتجاذبات السكسكة.

أجزم أنه ينبغي على الفقهاء التخفف من دراسة فقه اختلاف المطالع بقدر مايجب عليهم المطالبة ودراسة توحيد الصيام، وقد صارت مسألة تعدد المطالع تاريخية لافقهية واقعية في حقيقتها بحكم أن الزمان تقارب، والعالم مساحة واحدة مترائية، والفقه الرشيد المستقل يجمع الأمة ولايفرقها.