أعظم ما عرضته الشاشات اليمنية وأجمل الممثلين والفنانين

لم تشهد الدراما اليمنية ظهور أسماء فنية وإبداعية أكثر تألقًا وجمالًا فنيًا من جيل الممثلين السابقين، جيل الحسن والحسين والأشموري ومحمد قاسم ويحيى إبراهيم وبقية الكبار، هذه حقيقة، بالرغم من تطور الإمكانيات والنماذج والقدرات الإخراجية والفنية، الأّ أن العجز الفكري والتمثيلي والدرامي يظل متمكنًا من معظم جوانب الدراما والإنتاج التلفزيوني للمسلسلات اليمنية الحديثة، وهذا بعكس العناوين والأسماء الخالدة في ذاكرتنا اليمنية، العناوين التي إستحوذت بجدارتها على خيالاتنا وذكرياتنا وقناعاتما عن الدراما والإبداع والتمثيل المليء بالمتعة والضحكة والقضايا اليمنية الجادة والخالصة، بدون استغلال واستهداف وترويج موجه.
الدراما اليمنية إبان جيل الكبار كانت روحًا منا، وخيالًا عنا وعن عاداتنا وطباعنا، وشهرة الممثلين خلالها كانت بالغة الانتشار في كل أصقاع الوطن والجغرافيا، شهرة عارمة غير محدودة، مع إدراك الناس لهم في معظم الشوارع والحارات، لأنهم صاروا جزءًا من مكونات الأسر والبيوت والمناسبات الحياتية، جمهور اليمنيون تعرفوا عليهم من شاشة تلفزيونية وفكرة درامية وتألق تمثيلي وارتباط فني ومجتمعي عام، بعكس شهرة النت والتواصل الإجتماعي، الشهرة الضئيلة والمحدودة جدًا، هي بلا شك قصيرة جدًا مقارنة بالشهرة المجتمعية والشعبية العارمة لممثلي العقد الفائت، الشهرة التي بنيت على أساس الموهبة والإبداع والشاشة التلفزيونية الجامعة، لتصبح مع الحضور معرفة واسعة على مستوى الوطن والمواطنين، كون التلفزيون حينها كان الأوحد والأشمل، وهذا بعكس جيل التمثيل الجديد، الجيل المنافس بأفكار ومسلسلات لا يشاهدها معظم الناس الاّ من خلال مقاطع النت، ولا يهتم بها معظم المجتمع كأساس للمتعة، ولا يجتمع حولها معظم أفراد الأسرة في لحظة عامرة وسعيدة وواحدة..
عمومًا، سيبقى جيل الممثلين اليمنيين خلال العقد ما قبل المنصرم، أعظم ما عرضته الشاشات اليمنية، والمسلسلات اليمنية، والحكايات النابضة بروح وعادات وتقاليد وقضايا الناس، في حالة إبداعية تلاشت وتغيرت وتجددت للأسوأ والأردئ، لتنجم عنها عزفًا شعبيًا ومجتمعيًا عامًا، وتركًا كبيرًا للمشاهدة والمتعة والإندماج، وهذا على الأقل -كما يبدو لي-..
أخيرًا، هذين الوجهين اليمنيين المتألقين، من أجمل الممثلين والفنانين اليمنيين، الـحسين مثنى والـحسن مثنى بإبداعهم وثنائيتهم وانسجامهم وتمكنهم من كل تفاصيل الوجه اليمني وعاداته وطباعه، هذين الوجيهن على وجه الخصوص، يستحقان أكثر مما لديهما، وموهبتهما تستحق الرواج والتصدر والمزيد من الأعمال الدرامية، أنا أثق بقدرتهم على تقديم المزيد من التجدد والإبداع، أثق جدًا بهذا وأتمنى لهما الديمومة والمزيد من الحضور.