المشهد اليمني
الثلاثاء 2 يوليو 2024 05:07 صـ 26 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
رونالدو أضاع ركلة جزاء والحارس يقود البرتغال للفوز والتأهل لربع نهائي يورو 2024” تعرف على 6 أسباب ستدفعك لتناول البصل يوميًا الاستسلام او الموت ...الحصار يزداد على مليشيا الحوثي والدخول في ورطة وانعدام الخيارات امامها بعد خطفهم للطائرات ألوية درع الوطن تُصدر تحذير هام وتتوعد ”صوت العدالة مكتوم: صورة القاضي قطران تُظهر وحشية الحوثيين!” حمام دم قادم بصنعاء وانفجار وشيك لصراع الأجنحة بجماعة الحوثي.. ومصدر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة صدمة في صنعاء: اغتصاب طفلة في التاسعة من عمرها على يد مواطن ثلاثيني يثير غضب الأهالي الكشف عن فندق ضخم في البصرة مملوك لقيادي حوثي كبير يثير غضبا شعبيا ” المواطن اليمني هو ”الجدار القصير” لاعباء الحوثيين...نائب في برلمان الحوثيين يشن هجوما على المليشيات ضربة في غاية الدهاء.. عضو ثورية الحوثي: الجماعة وقعت في فخ خبيث وفضيحة مدوية باحتجاز طائرات اليمنية النهاية للحوثيين... الكشف عن الخطوة الحاسمة للحكومة الشرعية ضد مليشيا الحوثي والتي ستنهي المليشيات بعد الهجوم على شبوة وتصدي العمالقة...هجوم حوثي كبير على محافظة جنوبية وقوات الجيش تتصدى

الرسول صلى الله عليه وسلم يرتب مراتب الصحابة في حياته

ظل عمر بن الخطاب وعثمان بن أبي عفان وعلي بن أبي طالب وزراء ومستشارين يداً واحدة لأبي بكر الصديق - رضي الله عنهم-، ولم ينازع أبا بكر أحد في هذه الولاية بعد الاتفاق مع الأنصار، ولم يظهر بعد ذلك أي تذمر لعلي من ولاية أبي بكر، ولم يؤثر عنه أي اعتراض أيضاً، وكان علي يعرف حق أبي بكر وعمر وعثمان في هذا الأمر، وكان كل الصحابة من مهاجرين وأنصار يعرفون هذا الترتيب والأمر بين الصحابة؛ كون الرسول –صلى الله عليه وسلم- هو الذي رتب مراتبهم وسُلم القيادة فيهم حياً ولو بالإشارة، وكان علي يأتي في المرتبة الرابعة دائماً، ونستطيع القول إنه حتى في حالة اختياره لإمارة المسلمين أيضاً أخذ وضعه الطبيعي في المرتبة الرابعة.

لما عاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- من حجة الوداع إلى المدينة صعد منبره، بعدما ذكر من أحاديث "خم" التي فيها مآخذ وملاحظات من رجال الحديث، ومن حيث العقل والمنطق والمنهج كذلك، فحمد الله وأثنى عليه وقال: "أيها الناس: إن أبا بكر لم يسؤني قط، فاعرفوا ذلك له. أيها الناس: إني عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف والمهاجرين الأولين راضٍ، فاعرفوا ذلك لهم. أيها الناس: إحفظوني في أصحابي وأصهاري وأحبابي، لا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم. أيها الناس: إرفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات أحدهم فقولوا فيه خيراً".

من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن هذا الترتيب أيضاً تم بعد حادثة الغدير إزالة لأي لبس في موضوع الوصاية، بل يدحض كلياً أية فكرة للولاية والوصاية، مع أن استحداث الوصاية والولاية تمت من قبل السبئيين في نهاية عهد علي وتحولت إلى أيديولوجية بعد قرنين من الزمن.

وكذلك نفهم هذا الترتيب من حديث بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "كنا لا نعدل بأبي بكر وعمر وعثمان أحداً من الصحابة"، وهذا ما كان يعرفه علي - رضي الله عنه- جيداً، وما كل النصوص المزورة والأحاديث الملفقة عنه في أمر الولاية إنما قيلت بعده بأكثر من مائة عام، حينما ظهرت الشيعة كتنظيم سياسي وفكري يدعي الأحقية بالحكم.

بل إن الشيعة الأوائل لم يكونوا يسبوا أبا بكر وعمر، وكانوا لا يفضلون علياً عليهما؛ بل إنهم كانوا يفضلون أبا بكر على علي بن أبي طالب، وإنما كان تفضيلهم ونزاعهم في علي وعثمان- رضي الله عنهما.

وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر. حتى ذكر مثل ذلك أبو القاسم البلخي ، قال: سأل سائل شريك بن عبدالله بن أبي نمر، فقال له: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر. فقال السائل: أتقول هذا وأنت من الشيعة؟! فقال نعم؛ إنما الشيعي من قال مثل هذا. والله لقد رقى علي هذا الأعواد( )، فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، أفكنا نرد: كذاباً؟!

وروى الفقيه السمهودي في "جواهر العقدين" وغيره متواتراً عن علي بن أبي طالب أنه قال: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، قال: فهذا نص من الإمام علي؛ فأنتم أيها الشيعة الذين تدعون متابعة علي شيعة الهوى؛ لأنكم ما عملتم بقول إمامكم وإمامنا من نصه هذا، فنحن المتابعون له لا أنتم". والشاهد هنا معرفة علي بحق أبي بكر ومكانته في الإسلام، وهي رسالة موجهة للشيعة القادحين بأبي بكر.

كما يروي الشيعة بعضاً مما يسمونه أحاديث عندهم لأئمتهم يعترفون بفضل أبي بكر وعمر ويأمرون أتباعهم بتوليهما. فنقرأ"في حديث أبي بصير مع المرأة التي جاءت إلى أبي عبدالله [يقصد الصادق] تسأل عن أبي بكر وعمر، فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم".

وكان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يحب عمر بن الخطاب كما يحب أبا بكر، ويثني عليهما، ويتمنى الاقتداء بهما، ولا يسبهما، كما تقول الشيعة ويفعلون. ومن حبه لعمر فقد زوجه ابنته أم كلثوم وهي صغيرة السن وهو كبير في العمر، وتقول بعض روايات الشيعة إنه قدمه على ابن أخيه محمد بن جعفر بن أبي طالب.

ففي صحيح مسلم، حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وأبو الربيع العتكي وأبو كريب محمد بن العلاء -واللفظ لأبي كريب- (قال أبو الربيع: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا) ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس يقول: وضع عمر بن الخطاب على سريره، فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه، قبل أن يُرفع، وأنا فيهم، قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت فإذا هو علي، فترحم على عمر، وقال: ما خلفتَ أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك. وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذاك أني كنت أكثر ما أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر"، فإن كنتُ لأرجو، أو لأظن، أن يجعلك الله معهما".

وقد سمى علي اثنين من أبنائه، من زوجاته الأخريات، أبا بكر وعمر.. ثم يأتي من الشيعة المتأخرين من يقول إن الرسول كان قد أشار بالولاية لعلي؟!

على الدوام اعتبر الهاشميون، والشيعة، أنهم هم المعارضة الوحيدة التي نشأت في الإسلام، سواء في بيعة السقيفة، أو تلك التي نشأت بعد ذلك مع كل خليفة للمسلمين بعد علي، مع أن علياً -رضي الله عنه- لم يعارض أبا بكر معارضة سياسية، بل احتجاج على عدم استشارته وانتظاره يوم السقيفة، ونجده بعد ذلك يبايعه؛ بل كان الصحابي الوحيد الذي بايع أبا بكر مرتين، كما لم يعارض عمر بن الخطاب، ولما تمت البيعة لعثمان سلم بالأمر ولم يعارضه معارضة سياسية أيضاً، وكل المعارضات والاحتجاجات الشيعية تمت بعده بزمن.

كان علي وأسرته الهاشمية لا يمثل 1% من مجموع المسلمين في قريش، فما بالنا بالمدينة وعموم البلاد الإسلامية، ولم يكونوا مكوناً كبيراً في المجتمع يمكن أن يكون له الحق في المعارضة أو يشعروا بالغبن، كمكون الأنصار مثلاً؛ فقلة من الأنصار كانوا هم المعارضة الطبيعية والحقيقية التي نشأت بعد السقيفة، ولكن معارضتهم لم تقد إلى الاختلاف والانشقاق والدماء، حتى وهم يغمطون حقهم بالهيئة العمرية، وكانوا رأياً مكملاً للمسلمين؛ يؤازر الموقف العام ويتكامل معه، بعكس المكون الهاشمي الذي نحا منحى الحرب والمعارضة المسلحة.

من كتابي: الإمامة .. النظرية والجريمة