المشهد اليمني
الخميس 4 يوليو 2024 03:18 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
كيليان مبابي في مواجهة مثله الأعلى كريستيانو رونالدو: ”صراع أجيال” يشعل ربع نهائي بطولة أوروبا 2024 شاهد..مشعوذ يفضح زبائنه بنشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي! مواطنون يحبطون عملية اختطاف شيخ بارز في عدن..ماذا يجري في العاصمة المؤقتة؟ شاهد..مغنية كويتية تثير الجدل مجدداً برقصها وهي مرتدية الحجاب نشاط القراصنة في الصومال يتزايد بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ”‏أخبار مبشرة وجهود كبيرة وأجواء إيجابية”...مقرب من الحوثيين يكشف ما يجري في مشاورات مسقط انخفاض حاد لادنى مستوى في حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب بسبب هجمات الحوثيين وفاة شاب ونقل اثنين آخرين في حالة إغماء إثر تناولهم عشبة سامة في عدن ”تصعيد حوثي بأجندة روسية: هل يصنع البحر الأحمر أوكرانيا جديدة؟” كاتب صحفي يجيب عدن: ابتزاز إلكتروني يقود فتاة إلى محاولة الانتحار... لحظة إنقاذها تُعيد لها الأمل بالحياة قيادي إصلاحي يحسم الجدل بشأن مصير السياسي محمد قحطان ويكشف عن خطة لإفشال مفاوضات مسقط بعد فشل ”مخطط اغتياله”.. عيدروس الزبيدي يغادر اليمن إلى الإمارات

الحسين بن علي في ذكرى مقتله رقم 1384: لماذا انهزم وليس هناك ابن بنت نبي غيره ؟!

في يوم التروية - 8 ذي الحجة 60 هجرية - قرر حسين بن علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - مغادرة مكة المكرمة باتجاه العراق قاصدا التمرد ضد حكم يزيد بن معاوية، وتبين لاحقا ان محاولته تلك كانت افشل محاولة انتفاضة في التاريخ ولم تستمر اكثر من يوم.

توفي معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه في رجب من ذلك العام وانعقدت البيعة رسميا ليزيد ولم يتبق من الصحابة دون بيعة غير اثنين هما عبدالله بن الزبير والحسين بن علي.

عمليا كان أمر يزيد قد حسم مبكرا من خلال طرح معاوية فكرة ولاية العهد - اي تمهيد نقل السلطة إليه، وكان يزيد هو اول ولي عهد في العصر الاسلامي وثاني شخص ينتقل اليه الحكم بعد ابيه حيث سبقه الحسن بن علي الذي تولى سلطة ابيه في الكوفة حتى تنازل عنها لمعاوية.

لقد كانت فكرة وراثة الحسن ويزيد وولاية العهد ابرز مؤشرات انحراف النظام السياسي في المجتمع المسلم بعد ان كان مبدأ اختيار الحاكم حقا اصيلا للامة بكل مكوناتها.

بعد وفاة معاوية ذهب الولاة لاخذ البيعة للحاكم الجديد، استدعى والي المدينة الحسين بن علي ليلتها ليبايع، وجاء الحسين غير رافضا البيعة لكنه قال للامير مامعناه: إن مثلي لا يفترض الا ان يبايع علنا بين الناس وليس ليلا وسوف اعود الصباح، قبل منه الامير العرض ولكنه غادر ليلتها سرا نحو مكة.

بعد اسابيع قيل انه جاءت الى الحسين دعوات من العراق تطلب منه الخروج إليها ليقود انصارا له يريدون التمرد ضد يزيد، في الثامن من ذي الحجة قرر المغادرة بعد ان كان اوفد ابن عمه مسلم بن عقيل، نصحه بقية رفاقه في مكة ان لا يغامر وحذروه من الفشل والتصرف غير المدروس، بين محذريه اخيه محمد بن الحنفية وعبدالله بن عمر بن الخطاب وعبدالله بن العباس واخرون فلم يسمع.

لم يكن الرجل قد اجرى اية استعدادات لتمرد كهذا، ولم يضع اية خطط حربية او امنية او يحرك الشارع او يجري احتياطات تليق برجل قرر ممارسة اخطر فنون السياسة، كان معتمدا على قاعدة وحيدة غير عملية ولا واقعية، هي انه ابن بنت رسول الله ويعتقد نفسه احق من يزيد فقط !.

وصل الحسين الى العراق بعد حوالي شهر، كانت كل ترتيباته قد انكشفت وانفض من واعدوه بالنصرة قبل ان يصل اليهم فيما ابن عمه مسلم بن عقيل اشتبك مع خصومه ولقي مصرعه.

مع ذلك استمر الحسين في المضي نحو المجهول، تقول كتب السنة والشيعة ان اغلب من انتدبوا لمواجهته تحاشوا الاشتباك معه درءا للفتنة رغم اختلال واضح في ميزان القوة بين جيش دولة يزيد وانصار الحسين.

كانت اخر العروض التي تلقاها الحسين ان ينزل على حكم امير الكوفة عبيدالله بن زياد "يسلم نفسه حقنا للدماء" وافق في البداية ثم رفض، واقترح لنفسه ولخصومه حلا بديلا، ان يجري الحسين مراسلة بينه وبين يزيد في الشام ويقوم قائد الجيش الذي يواجهه بمراسلة ابن زياد للخروج بحل، قبل ابن زياد عرض الحسين لكن الحسين امتنع عن مراسلة يزيد وقرر الحرب.

طيلة الايام التي سبقت خروج الحسين كان يكرر على كل من يلاقيه هذه العبارة : "اتقاتلونني وانا ابن بنت نبيكم؟ وليس على وجه الارض ابن بنت نبي غيري".

هذه العبارة وحدها هي السلاح الذي اعتمد عليه الحسين والخطة التي رسمها والنظرية السياسية التي اراد ان يحكم بموجبها رغم انها ليست من السياسة ولا الدين ولا وساىل القوة، مجرد استدرار عاثر للمشاعر !.

صباح العاشر من محرم من عام 61هجرية قرر الحسين الحرب وليس حوله الا قريبا من عشرة اشخاص من اقاربه كانوا اوفياء معه وماتوا جميعا في الواقعة تلك في اقل من نصف نهار، انتهت المعركة الخاطفة بحمل نساء الرجل واطفاله نحو عاصمة الدولة.

استقر الامر بعدها واستتب الوضع لسنتين ولم تشهد الدولة اية احتجاجات او تمردات تتضامن مع الحسين رحمه الله، غير ان المستثمرين بعد عقود جاءوا لينسجوا الروايات الخرافية والنياحة السياسية لإغراق المجتمع بدم "أبناء بنت النبي وأطماعهم.

غادر الحسين رحمه الله مكة يوم التروية، كان المسلمون يستعدون من منى للرحيل نحو شعيرة الحج الكبرى، عرفات، هناك حيث وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا قبل 50 عاما كاملة من يوم خروج الحسين /العام العاشر للهجرة ومما قاله صلوات الله عليه:

أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد"

هذه المعلومات والوقائع المجردة لم يفتريها خصوم الحسين، بل وثقها شيعته المتطرفون للتشيع وهي لازالت في بطون كتبهم، انها تسجل سنة من سنن الله في الكون، الاخذ بالاسباب، وان لا عصمة لبشر او مزية على الخلق ولو كان ابن بنت نبي.

بمعايير المعارك والانقلابات والانتفاضات المعاصرة وبالمقارنة بينها وتجربة الحسين، نجدها اقصر المعارك زمنا رغم انشغال الناس بالحديث عنها لعدة قرون وفتحت آفاقا لم تنتهي للفتنة والتخريب باسم الله والنبي وللقرابة.