المشهد اليمني
الثلاثاء 2 يوليو 2024 02:20 صـ 25 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الاستسلام او الموت ...الحصار يزداد على مليشيا الحوثي والدخول في ورطة وانعدام الخيارات امامها بعد خطفهم للطائرات ألوية درع الوطن تُصدر تحذير هام وتتوعد ”صوت العدالة مكتوم: صورة القاضي قطران تُظهر وحشية الحوثيين!” حمام دم قادم بصنعاء وانفجار وشيك لصراع الأجنحة بجماعة الحوثي.. ومصدر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة صدمة في صنعاء: اغتصاب طفلة في التاسعة من عمرها على يد مواطن ثلاثيني يثير غضب الأهالي الكشف عن فندق ضخم في البصرة مملوك لقيادي حوثي كبير يثير غضبا شعبيا ” المواطن اليمني هو ”الجدار القصير” لاعباء الحوثيين...نائب في برلمان الحوثيين يشن هجوما على المليشيات ضربة في غاية الدهاء.. عضو ثورية الحوثي: الجماعة وقعت في فخ خبيث وفضيحة مدوية باحتجاز طائرات اليمنية النهاية للحوثيين... الكشف عن الخطوة الحاسمة للحكومة الشرعية ضد مليشيا الحوثي والتي ستنهي المليشيات بعد الهجوم على شبوة وتصدي العمالقة...هجوم حوثي كبير على محافظة جنوبية وقوات الجيش تتصدى اتحاد كأس الخليج يطلب من أهلي صنعاء تحديد ملعبه لمباريات دوري أبطال الخليج ”ليست الإمارات ولا السعودية”: تهريب الأسماك من عدن الى دولة خليجية يُهدد الأمن الغذائي ويُفقر أجيال قادمة

رجل مر بيننا بسلام!

مرت أيام ثقيلة على قلبي، لم أستطع أن أكتب شيئاً عن الصديق الراحل أحمد شوقي بنيوب، خبر الوفاة صاعقة منذ أيام، ولكن غصة القهر في القلب تبقى، رأيته مسجى وانا في بيته فتوقف كل شيء أمامي.

هذه دنيا عجيبة يا شوقي، وللوقت غدره الذي لا يُحتمل ياصاحبي. فرغم إنذارات المرض الخبيث المؤلمة من سنوات،إلا أن رحيله بقي صاعقاً، لثقتنا بأنه سَيَهزِم المرض الخبيث، ولأننا نتشبث بوجوده، ولا نتخيل كل هذا الفراغ الذي سيتركه وكان يشغله بنشاط متوقد لا يتوقف.

شوقي الذي يحدثك بكل حواسه وليس فقط لسانه، يندفع نحوك بحب ليقف مع قضاياك المؤمن بها دون تردد.

وكنت أشفق عليه في الأشهر الأخيرة فالمرض لا يرحم، وغدر الجسد الذي أهملناه ينتقم من أرواحنا دون هوادة، وكنت اسأله عن محنة مرض مرت بي وكيف هو تغلب عليها، فيرد جاداً وساخراً بنفس الوقت: "مستقبلي صار خلفي يا صديقي"، دعنا نقاتل الحاضر. هو فعلاً يقاتل وليس فقط يناضل.

وخلال رحلة تمتد لربع قرن تقاطعت مواقف عدة مع الصديق العزيز، وكان مسار نضال حقوق الإنسان هو المشترك.

ورحلة أحمد شوقي بنيوب المناضل المغربي الأصيل ومحطات عمله، تلخص رحلة جيل في كل المنطقةالعربية. انسجم مع نفسه وذاته، شاباً صغيراً عرفته تنظيمات السياسة الموجعة، ورجلاً متوقد الحماس عرفه العمل الحزبي، ومناضلاً منسجم مع نفسه عرفته مسيرة حقوق الإنسان.

سواء كان في المعارضة أو ضمن مؤسسات السلطة، في الحزب أو خارجه، كان الرجل مع قناعته وسلوك حياته الصادقة. أنه أحد وجوه " الإنصاف والمصالحة"، تلك التجربة الرائدة التي تستحق وقفة جادة الآن حولها، لتنير الطريق للناشطين في أكثر من بلد يعاني من الصراعات ومصادرة الحقوق والحريات.

تجربة تجعلنا نعبر جسر الألم الذي لن يتم إلا بصدق التسامي فوق الجروح، والعمل بجدية من أجل الإنصاف والعدالة.

وتحضرني عبارة جميلة للحقوقي المغربي الراحل إدريس بن زكري هي:

"ننشعر دائماً أن الجرح لم يندمل لكنه ليس شيئاً يفسدنا من الداخل".

نعم تلك هي طاقة الأمل التي نحتاجها لاجتياز درب الآلام نحو شط النجاة.

في العام الماضي زرت شوقي بنيوب بالرباط ،في مكتبه وهو وزير منتدب لحقوق الإنسان بالمغرب (المنصب الذي بقي فيه حتى وفاته) . لم يكن لقاء بروتوكولات ولا سياسة، كان حديث أصدقاء يجمعهم الهم ومحطات عمل وعمر مشترك .

يضفي على الجلسة حماسا منقطع النظير، جدية لا يمكن إلا أن تحبها مقترحات عمل لا تتوقف، امتلأت الطاولة امامنا بعشرات الكتب والتقارير، وليس ورود وابتسامات مصطنعة، بل كتب وأوراق عمل، يفند هذا ويقترح قراءة ذاك.

ونغادر وقد وضعنا خطة تدريب لثلاثين دارساً من اليمن في المغرب يشرف عليها هو وقد كان!.

ذاك هو احمد شوقي بنيوب، وصل للمنصب الوزاري ولم يغادر سكنه الحميم السابق وجيرانه المحبين وصاحب الدكان الصديق، ولم يأبه بمظهر المراسم والتشريفات، كان مهموما بقضاياه المؤمن بها منذ أيام اول زنزانة صغيرة في مراكش، وحتى شرفة المكتب بمدينة الأنوار الرباط.

وكنت أقول له في كل لقاء يسأل عني أين أنا الآن؟ اقول له ما نؤمن به، نحن في خندقنا كما نحن، مهما تغيرت المسميات والوظائف، الآخرون يأتون إلينا ولا نذهب إليهم. تلك هي خلاصة مسيرة رجل انسجم مع نفسه فمر بيننا بسلام .

__________

*النهار اللبنانية