فرعون الأمس وفرعون اليوم .. دعوة للتأمل

قبل اكثر من ثلاثة الف وثلاثمائة سنة وقف فرعون فحشر ونادى لمواجهة موسى ، وهاهو فرعون العصر قد حشر ونادى لمواجة ( غزة ) ، قال فرعون : ذروني اقتل موسى ، مبررا ذلك بخوفه ان يبدل موسى دينهم او ان يظهر في الارض الفساد . وقال بايدن : دعونا نقضي على ( حماس) مبررا ذلك بانها تزرع الفوضى والارهاب في المنطقة ، قال فرعون : ما أريكم إلا ما ارى وما اهديكم إلا سبيل الرشاد ! وقال بايدن : ليس لكم الا ما نقول وهذا هو طريق السلام ، قال فرعون : انا ربكم الاعلى ! وقال بايدن انا قائدكم الاعلى ، قال فرعون عن موسى ومن معه من بني اسرائيل الذين اصطفوا معه : انهم عبارة عن شرذمة قليلة وحقيرة اي انهم لا يمثلون بني اسرائيل بالكامل ، وقال بايدن : عن ( حماس ) ومن معها انهم عبارة عن مجموعات ارهابية لا يمثلون الشعب الفلسطيني ، وعلى الرغم مما يقوم به فرعون من قتل وبطش إلا انه قال لموسى ( وفعلت فعلتك التي فعلت ) في اشارة الى قتل موسى عليه السلام لرجل قبطي في وقت سابق وفي ظروف معينة ، فنسي فرعون كل جرائمه وركز على ما قام به موسى ، وبايدن قال ان المقاومة بما فعلته مؤخرا قد ارتكبت فعل عظيم يستحق العقاب وادانة العالم له ، ونسي ان اسرائيل ترتكب المجزرة تلو الاخرى منذ اكثر من سبعين عام وقتلت مئات الألاف من الفلسطينيين ، الفرق بين فرعون الأمس وفرعون اليوم ، هو ان فرعون الأمس كان يقتل ابناء بني اسرائيل ويستحيي نسائهم ( يتركهن احياء ) ، بينما فرعون اليوم وهامانه ( نتن ياهو) يقتلان الابناء والامهات والعمات والخالات والشباب والكهول ، لقد جمعوا كيدهم وأتوا صفا وشعارهم قد افلح اليوم من استعلى ، فكما كانت نهاية فرعون وغروره وجبروته في بحر القلزم ( البحر الاحمر ) فستكون نهاية جبروت وغرور فرعون اليوم في نفس المكان وليس ذلك على الله بعزيز ، مع ان فرعون الأمس لم يدعو الى مسخ الفطرة البشرية ( المثلية ) كما ينادي بها ويتبناها فرعون اليوم ، سيهزم الجمع ويولون الدُبر ، والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ..