الأحد 20 أبريل 2025 09:27 صـ 22 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

فشل تشكيل حكومة جديدة بصنعاء.. السامعي المؤتمر يرفض طلب عبدالملك الحوثي والأخير يفرض شخصية أخافت الجميع

الجمعة 5 يناير 2024 11:53 مـ 24 جمادى آخر 1445 هـ
السامعي يتحدث مع محمد علي الحوثي
السامعي يتحدث مع محمد علي الحوثي

فشلت جماعة الحوثي التابعة لإيران، في تشكيل حكومة انقلابية جديدة بالعاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرتها، بعد أشهر من إقالة، عبدالملك الحوثي لحكومة عبدالعزيز بن حبتور، وتكليفها بتصريف الأعمال لحين تشكيل أخرى، ضمن عملية أطلق عليها "التغيير الجذري".

وبحسب مصادر مطلعة، فقد تم تعليق مشاورات تشكيل حكومة جديدة بصنعاء، بسبب الفشل في إيجاد شخصية من خارج الجماعة تحمل المواصفات المطلوبة من قبل قيادتها، بعد اعتذار عدّة شخصيات عن عدم قبول عرض الحوثيين بترؤس الحكومة الجديدة. وفقا لصحيفة العرب.

وكان قد برز خلال الفترة الأخيرة اسم القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني سلطان السامعي كمرشّح رئيسي لتشكيل الحكومة، لكن المصادر أكّدت أنه اعتذر ورفض طلب عبدالملك الحوثي، في ظل أنباء عن وجود خلافات بينه وبين القيادة الحوثية حول سقف الصلاحيات الممنوحة لحكومته.

لكن المصادر ذاتها أكّدت أن اعتذار السامعي وعدد من الشخصيات الأخرى، من بينها أعضاء بارزون في حزب المؤتمر الشعبي العام، جاءت على خلفية بروز مركز قرار جديد في سلطة الحوثي يتجاوز المجلس السياسي الأعلى بقيادة مهدي المشاط ويرتبط مباشرة بمكتب عبدالملك الحوثي الذي يديره "سفر الصوفي".

وأوضحت أن الصوفي المحسوب على الشق الحوثي المتشدّد والأكثر ارتباطا بإيران حصل مؤخّرا على تفويض من عبدالملك الحوثي لممارسة صلاحيات واسعة من ضمنها الإشراف المباشر على تشكيل الحكومة الجديدة وتوجيه عملها المستقبلي، ما تسبب بنفور مؤتمر صنعاء عن ترؤس الحكومة إضافة إلى اسباب أخرى.

كانت مصادر مطلعة أمس الأول الأربعاء، كشفت لـ" المشهد اليمني"، أن عبدالملك الحوثي، زعيم المليشيات الانقلابية التابعة لإيران، فوض مدير مكتبه، سفر الصوفي، لإدارة وإصدار الأوامر والتوجيهات لقيادات الجماعة.

ويحرص الحوثيون على أن يكون رئيس الحكومة من خارج جماعتهم ومن داخل التيارات والشخصيات الحزبية الموالية لهم وذلك لإضفاء نوع من الشراكة الشكلية على سلطتهم وأيضا لاستمالة جمهور تلك التيارات وحتى القبائل التي ينتمون إليها.

غير أنّ ما بدا عسيرا قبوله من الشخصيات التي عرض عليها تشكيل الحكومة الجديدة هو أنّ الأخيرة ستكون مكلّفة ضمن مهامها بتغيير طبيعة الدولة ومؤسساتها في ضوء توجّه عبدالملك الحوثي إلى "حوثنة" وفقا لتعاليم عقيدة الجماعة المقربة من إيران.

وقال الحوثي لدى إعلانه قرار تشكيل حكومة جديدة إنّ الهدف من وراء ذلك هو تحقيق “الشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العام للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار”.

وقال أحد المصادر إن قبول السامعي أو أي قيادي مؤتمري آخر بتشكيل حكومة تقود "أسلمة" السلطة على الطريقة الحوثية سيعني خروجه بالكامل عن الحدّ الأدنى من الأفكار والمبادئ التي يتبناها في نطاق انتمائه الحزبي والفكري.

ويوضّح مصدر ثان أنّ السلطات الممنوحة لـ " سفر الصوفي " جاءت في نطاق عملية مركزة للقرار في الدائرة الضيقة المحيطة بعبدالملك الحوثي قصد التفرّد بإدارة المرحلة التصعيدية شديدة الخطورة التي انطلقت مع استهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب.

ويضيف أنّ قرار التصعيد لا يحظى بالإجماع داخل أعضاء الجماعة حيث أظهر البعض منهم تخوفهم من ردّة فعل دولية عاصفة تقوّض كل ما استطاع الحوثيون تحقيقه من سيطرة على الأرض وشبه تسليم من قبل القوى المعادية لهم وعلى رأسها السعودية بتلك السيطرة والدخول في مفاوضات سلام معهم على أساسها. غير أن الشق الأقرب إلى زعيم الجماعة مازال يصر على التصعيد تنفيذا لأوامر إيرانية مباشرة. وفقا للصحيفة ذاتها.

وعن علاقة هذا المعطى بتعذّر تشكيل حكومة جديدة في صنعاء، قال المصدر إنّ اعتذار الكثير من الشخصيات التي عرض عليها ترؤس الحكومة جاء أيضا على خلفية تخوّفها من تحمّل المسؤولية في ظل عملية التصعيد الجارية التي لا أحد يستطيع أن يتوقّع مداها وما يمكن أن تفضي إليه.

ومنذ أسابيع يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يعتقدون أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، بالقرب من مضيق باب المندب الإستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تحت يافطة دعم قطاع غزة في الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع المحاصر.

ويكرّر الحوثيون أنّهم سيواصلون استهداف السفن طالما لم تدخل كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل بصورة مطبقة وتشن عليه عدوانا بربريا وإبادة جماعية متواصلة دخلت شهرها الرابع.

وتصف عدة جهات يمنية ما يقوم به الحوثيون بأنّه لعب على حافة الهاوية وأنّه من إملاء الشق المتشدّد في الجماعة والحريص على تنفيذ أوامر إيران المرتبطة بحساباتها في المنطقة وبغض النظر عن النتائج التي قد تفضي إليها مواجهتهم المحتملة مع القوى الدولية.

موضوعات متعلقة