المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:10 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

كيف سيتمكن الحوثيون من تخريب الكابلات البحرية وقطع الإنترنت والاتصالات عن العالم؟

محمد علي الحوثي فوق طقم عسكري
محمد علي الحوثي فوق طقم عسكري

لا يخفي الحوثيون تصميمهم على الانتقام بسبب الغارات الجوية التي تُشن ضدهم بقيادة الولايات المتحدة، والتي تستهدف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيّرة في اليمن.

وجاءت هذه الغارات رداً على أكثر من 30 هجوماً نفذه الحوثيون على "الملاحة الدولية" في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي يقولون إنها تأتي دعماً للفلسطينيين في غزة.

وقد ارتفعت الآن مستويات الخطر.

وقد حذرت الحكومة اليمنية المعترف بشرعيتها من قبل الأمم المتحدة، من أن الحوثيين الذين استولوا على أجزاء كبيرة من اليمن في عام 2014، يهددون الآن بتخريب كابلات الاتصالات البحرية الحيوية، بما في ذلك خطوط الإنترنت، التي تمتد تحت البحر الأحمر، وتربط آسيا بأوروبا.

وجاء هذا التحذير بعد أن نشرت قناة مرتبطة بالحوثيين، على تطبيق المراسلة تيلغرام، خريطة توضح مسارات الكابلات البحرية في البحر الأحمر.

هل يستطيع الحوثيون تخريب هذه الخطوط؟

ربما سيفعلون ذلك لو استطاعوا. وقد أفادت تقارير بأن الجماعة تمكنت بسهولة من الوصول إلى الخرائط التي توضح التقاء كابلات الاتصالات تحت البحر التي تمر قرب سواحلهم، وتحديدا عند مضيق باب المندب الذي يبلغ في أضيق عرض له 20 ميلاً (32 كيلومتراً). بحسب تقرير لمحرر الشؤون الدفاعية في بي بي سي.

بيد أن كابلات الألياف، التي تنقل 17% من حركة الإنترنت في العالم، تقع في قاع البحر على عمق مئات الأمتار تحت سطح الأرض، وهو ما يجعلها بعيدة عن متناول الغواصين.

ويُعتقد أن الولايات المتحدة وروسيا لديهما القدرة البحرية على قطع الكابلات المماثلة، وهو ما يتضمن إرسال غواصة قادرة على الوصول إلى أعماق البحار، ومن ثم استخدام مقص عملاق لقطع الكابلات في قاع المحيط.

أما بالنسبة للحوثيين، فيسكون تنفيذ أمر مماثل صعبا.

ويقول قائد الغواصة السابق في البحرية الملكية الأدميرال جون غاور، عن إمكانية قيام الحوثيين بتخريب الكابلات: "أقيم الأمر على أنه خدعة، ما لم يكن هجوماً على محطة".

ويضيف: "ستحتاج (الحركة) إلى حليف يتمتع بالقدرة، (طرف ما) لديه غواصة، بالإضافة إلى القدرة على تحديد موقع (الكابلات)".

إن الحوثين لديهم حليف وهو إيران. وقد بنى الحوثيون ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات بدون طيار، بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

وقد استهدفوا بالصواريخ، على مدى السنوات الثمانية الماضية، السعودية والإمارات وإسرائيل والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى أي سفينة يشتبهون في أن لها صلات بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

هل تستطيع إيران تمكين الحوثيين من قطع الكابلات البحرية؟
يقول القائد السابق في البحرية الملكية توم شارب: "لم أر ما يوحي بأن القدرات الإيرانية يمكنها المس بهذه الكابلات، وبالتأكيد لا تستطيع غواصاتهم تنفيذ عمل كهذا".

ويتابع: "إن الغوص أحد الخيارت، لكن البحر عميق وبيئته صعبة، لذا أعتقد أنها عوامل تُحيّد خيار الغوص"، ويتفق شارب مع وجهة النظر التي يتبناها الأدميرال غاور.

ويضيف قائلا: "أعتقد أن هذه خدعة".

وبالنسبة لإيران، فإن تمكين حليف لها من تخريب كابلات الإنترنت العالمية تحت البحر سيكون بمثابة خطوة محفوفة بالمخاطر من جانب طهران.

ولا ترغب إيران ولا الولايات المتحدة في الدخول في حرب واسعة النطاق مع بعضهما بعضا، وقد أعلنتا ذلك بوضوح.

ويعد الصراع الحالي بين الولايات المتحدة وإيران ووكلائها وحلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط محسوب إلى حد ما.

وقد أعطت الولايات المتحدة تحذيراً على مدار عدة أيام، قبل ضرب قواعد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، مما سمح بإجلاء المسؤوليين الرئيسيين.

وسيكون قطع كابلات الاتصالات العالمية سيكون بمثابة تصعيد كبير، قد يؤدي حتى إلى ضربات على إيران نفسها في إطار رد الفعل الانتقامي.

ويقول إدموند فيتون براون، الذي شغل منصب سفير المملكة المتحدة في اليمن من عامي 2015 إلى 2017: "ستشعر إيران بالقلق بشأن توسيع الحوثيين حملتهم العالمية لتعطيل الملاحة (لتشمل الشحن)".

ويضيف: "قد يلجأ الإيرانيون إلى الخيارات السيبرانية في وقت أقرب بدلاً من تخريب البنية التحتية".

في الختام، سيكون من الصعب تنفيذ التهديد الذي أطلقه الحوثيون مؤخراً عبر قناتهم على تلغرام.

وسيكون ذلك تحدياً فنياً ومحفوفاً بالمخاطر السياسية بالنسبة لإيران، التي يرى الغرب أن لها يدا في جميع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.