المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:37 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

الكيان الإرهابي بين عشيّتين

سبع و خمسون سنة مضت على نكبة 5 حزيران 1967م. و هو اليوم الذي شن فيها الكيان اللقيط- بدعم غربي مفتوح - الحرب ضد مصر و سوريا و الأردن؛ و بغياب الدعم العربي المطلوب؛ مع أن شهود ذلك الزمن، و تلك الحرب يقولون: كان الموقف العربي يومذاك ٱحسن ألف مرة ؛ بل يُظلم في مقارنته مع الموقف العربي اليوم تجاه معركة طوفان الأقصى ..!!

الكيان اللقيط ؛ سمى تلك الحرب ؛ حرب الأيام الستة؛ متبجحا بأنه خاض معركة في ثلاث جبهات، و تمددت قواته - للأسف الأشد- في تلك الأيام الستة- فقط- لتحتل مساحات من الأرض العربية الطاهرة.

بلغ الكيان الغاصب عشيّة العاشر من حزيران ذروة غروره ، و قال قائلهم لقد حققنا نصرا يفوق أكثر أحلامنا تصورا، و تم وقف إطلاق النار في تلك العشية بين الجانبين، و حالة النشوة لدى العدو الغاصب في قمة الغطرسة و التجبر.

كانت نكبة 67 لا تقل سوءا و كارثة عن نكبة 48 ، و كان يفترض أن تمثل يقظة لا تقبل النوم ، و صحوة لا تقبل غفوة، و وحدة عربية لا تقبل التشرذم و التَّفتت. كما كان يفترض أن تعود القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح كقضية للأمة الإسلامية جمعاء . لكن أيا من تلك الأماني لم تتم ..!!

و بدلا من كل ذلك أصبحت شعوب الأمة ترى هرولة الخَيبة المهرولة نحو التطبيع الذليل ..!!

لكن الخير لا يغادر أهله، و هناك من قلب غزة ، و في شهر سبتمبر 1967م. راحت تَنشأ حركة المقاومة، بعد ثلاثة أشهر فقط من نكسة حزيران كما يسميها الإعلام العربي.

مضت النِّبتة تترعرع، و مضى الشيخ القعيد يبني صفوف تلك الحركة مقتفيا السبيل الأقوم، و الطريق الذي من سلكه لا يضل و لا يشقى، فجعل الله غايته، و الرسول قدوته، و الجهاد سبيله.

وأٓتت النبتة أكلها، و أعطت الحركة ثمارها، فلم تبال بحصار ، و لم تأبه لِتُهَمٍ طبخها الغرب، و أكلتها عقليات التطبيع، لكن النبتة مضت سامقة، شامخة، أصلها ثابت و فرعها في السماء، و لما فار التنور ؛ جَرّاء عدوان المحتل، و تخاذل المختل، و أُريد نَصْبَ صنم صفقة القرن المنحل، ثار الطوفان، مدمدما عليهم بذنبهم فسواها، فأصبحت الصفقة كالصريم ، و تنادى حلفاء اللقيط أن اغدوا على صنيعتكم قبل أن يأتي الطوفان عليها من القواعد إن كنتم فاعلين.

و انتظر الطوفان الأقرباء، علّ حَميّة تثور، أو نخوة تستيقظ، فإذا الألسنة خرساء ، و الأسِنّة معطّلة، و ليت الأمر توقف عند هذا، و إنما خرجت أبواق تبلبل ضد القريب، و تتزلف الغريب، فيما العِلْية بمقاعد المتفرجين ..!!

و اليوم تعود ذكرى عشية حزيران، و عشيّة وقف إطلاق النار تلك؛ لتجد أمامها عشية غير تلك العشية؛ عشية أعدّها الميدان، و نفّذها الطـوفــــــان، و لسـان حال اللقيط الغاصب ؛ المتبجح بالأمس،المتوجع اليوم ، يقول : لقد لقينا من هذا الطوفان أسوأ مما كنا نتصور "وتلك الأيام نداولها بين الناس".

الأرض هي الأرض، و الناس هم الناس، و لكن منهج البنــاء، و نوعية البناء كان لها ثمارا و نتائج غير نتائج التهريج؛ لمنهج البناء غاية، و قدوة، و سبيل . فلله دَرُّ مَنِ الله غايتهم، و إليه سبيلهم.