المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:26 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

لماذا لم ينتصر سيدنا علي رضي الله عنه على أهل الشام؟

الرد على سؤالي الذي طرحته للمتابعين في المنشور السابق والذي اجتهدوا فيه تشريقا وتغريبا ولم أجد من قارب الغاية برأيي.
لم ينتصر الخليفة الرابع على معاوية مع تقارب عدد الجيشين .. ومع أن عليا مجتهد مصيب ومعاوية مجتهد مخطئ كما هو عند أهل السنة .. ومع أن عليا من السابقين إيمانا وهجرة ومعاوية يقر بفضل علي عليه فمن أنفق قبل الفتح وقاتل أعظم درجة .. ومع أن عليا أحق بالخلافة من معاوية ولم يقل معاوية أنه خرج لينازع عليا الخلافة بل ليطالب بقتلة عثمان .. ثم إنني أؤمن بصحة الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم لعمار المتفق عليه "تقتلك الفئة الباغية".
إذا لماذا لم ينصر الله عليا رضي الله عنه؟!.. إذا كان الله قد وعد المؤمنين بالنصر والتمكين فعلي بن أبي طالب من وجهة نظرنا أولى من معاوية بذلك؟
قبل الجواب نقول: إن طرح مثل هذا السؤال قد يكون مفيدا لأصحاب نظرية الحق السياسي أكثر من غيرهم لأننا نتقصد فهم الحقيقة لنتعبد إلى الله بما هو أرضى له لا بما هو أريح لإهوائنا فهذا دين يترتب عليه فلاح أو خسران.
لقد هُزم الصحابة رضي الله عنهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم في غزوة أحد وذكر الله السبب ومنه (منكم من بريد الدنيا) وهزموا في حنين وذكر السبب (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا) ولقد عفا الله عنهم فما سبب نتائج حرب العراق والشام أيضا؟.
على أن مسألة أهل العراق والشام ليست في نتائج معركة بل في نتائج حرب بين طرفين كل له أتباع ونتائجها الممتدة نعايش آثارها حتى اليوم وقطب رحاها دوما هو جدلية (الحق الإلهي) في الحكم لذرية علي فلقد صار حقا إلهيا، وبما أن مشروعية هذا الحق يكون بتنسيبه إلى الله فقد تولت تدابير العناية الإلهية بقطع الطريق على ادعاء حق لم يثبت (لئلا يكون للناس على الله حجة).
لو انتصر علي رضي الله عنه لجيرت نتائج ذلك على الله تمكينا لأصحاب الحق الإلهي ولقيل لقد حقق الله وعده لنا بالنصر والتمكين وأعاد لنا ما سلب منا يوم السقيفة واستعدنا بسيوفنا ما أخذ منا بالقوة .. ولصار هذا مشجبا ومذهبا فالله يقول (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم…) فأي حجة ناهظة بعد ذلك لمجادل؟.
إن الذي حَرَم رسول الله من البنين الذكور لحماية الدين من تلبس الذرية بصفة الملكية هو الذي حَرَم عليا والحسن من النصر على أهل الشام من تلبس الذرية بهذا الحق وحاشا عليا أن يكون قد خرج لدنيا يصيبها فلم يوص بها لأحد من بعده بل هي التدابير الإلهية وهي نفسها التي ثبّتت سدانة الكعبة لبني عثمان بن أبي طلحة بدل بني هاشم فربما أخذ من الرمزية الدينية إشارة إلى تولية سياسية .. وهي نفسها التي جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" مروا أبا بكر فليصل بالناس" ولو قال مروا عليا لكان الوضع مختلفا تماما ولما انتهت النبوة إلا إلى امبراطورية محمدية لاينازعهم فيها إلا ظالم.
بل إنه لملمح غاية في الأهمية أن يثني رسول الله صلوات الله عليه على الحسن رضي الله عنهما بقوله في الحديث الصحيح :" إن ابني هذا سيد فلعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" رواه البخاري وقد تمثل ذلك في التصالح مع معاوية والتنازل له عن الحكم وهو ما يعني مباركة من رسول الله وتأييدا وأن صيرورة الحكم إلى معاوية رضي الله عنه مشروعا أيضا.
وأما أن معاوية بغا على علي فإن ذلك لايخرجه عن حد الإيمان فالله يقول (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) ونعد الصلح الذي جرى فيئا إلى أمر الله. إلا على مذهب من يرى أن الولاية أعظم أركان الإسلام وبحيث حل في (دعائم الإسلام) عند الشيعة محل الشهادتين التي لاوجود لها في أركان الإسلام.
قد يقال فأين تدابير الله في أدلة أخرى كحديث غدير خم .. وآية (الولاية) .. وآية المودة .. وآية التطهير.. وحديث الكساء .. والصلاة على النبي وآله في الصلاة؟!.
والجواب هو أن هذه أدلة متخيلة جعل علماء المذهب الزيدي يسمونها النص الخفي على الوصية، أما خطبة غدير خم فكانت مسببة بما جرى بين علي وأفراد قافلة الفيء القادمة من اليمن ثم ليس في رواية مسلم "من كنت مولاه فعلي مولاه" وإن صحت فالمولى يعني النصير والمحب أو الأولى قال الله (مأواكم النار هي مولاكم) فهل المراد الحاكمة أم هي أولى بكم؟
وأما ما أسموها بآية (الولاية) فلا يدعم الاستدلال بها لا لغة ولا سياق ولا شرع فالخطاب للمؤمنين عامة، والولي قد يطلق حتى على الميت بمعنى المحب لله، ولاعبرة بمأثور بلامستند عن تصدق علي وهو يصلي.
أما آية المودة فقد تم تقصّد صرف معناها وحملت ما لا تحتمل من التأويل فالمراد لا أسألكم يا قريش أجرا إلا أن قرابتكم جعلتني أحرص على هدايتكم (إلا المودة في القربى) يعززه قول الله (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) أي هو لصالحكم وتكملتها (إن أجري إلا على الله) ويستحال أن يسأل رسول الله أجرا على الدعوة صغيرا أو كبيرا كسائر أنبياء الله في أكثر من آية.
أما آية التطهير فهي في نساء النبي مع النبي والدليل قوله (عنكم) فأهل البيت يشمل رب البيت، ومن يقل إنها في غيرنساء النبي فهو ممن يحرفون الكلم عن مواضعه ويلوون أعناق الأدلة للتوافق مع أهوائهم.
وأما حديث الكساء فهو دعاء النبي للأربعة ليدخلوا إلحاقا بفضائل أهل البيت التي ذكرها الله في عدة آيات من سورة الأحزاب تماما كما أدخل النبي مولاه "واثلة بن الأسقع" و"سلمان الفارسي" مما يدل على أن المسألة ليس فيها اختصاص مفض إلى تقديس أو استحقاق دنيوي.
وأما المراد بآل محمد في الصلاة فهم أتباعه بدرجة أولى بنص القرآن (ادخلوا آل فرعون أشد العذاب) وآيات أخرى كثيرة .. وإن دخلت العشيرة في مفهوم (الآل) فهم ما يؤول شأنهم إليه أي المعاصرين لمن يؤول أمرهم له، وليس ذرية الذرية إن كان من أبنائه أما ذرية بناته فكما قال الشاعر:
بنونا بنو أبناء وبناتنا ** بنوهن أبناء الرجال الأباعد
ولا يلحق الولد بأمه شرعا قال الله (ادعوهم لآبائهم) وقال صلى الله عليه وسلم:" ليسَ مِن رَجُلٍ ادَّعى لِغَيْرِ أبِيهِ - وهو يَعْلَمُهُ - إلّا كَفَرَ، ومَنِ ادَّعى قَوْمًا ليسَ له فيهم، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ." أخرجه البخاري (٣٥٠٨)، ومسلم (٦١).
هذا والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل