المشهد اليمني
الأحد 7 يوليو 2024 04:58 صـ 1 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
هولندا تُكمل عقد نصف نهائي يورو 2024 وتُقصي تركيا في مباراة دراماتيكية! شاهد...طليق شيرين عبدالوهاب يفضحها بمقطع فيديو الحيمة تنادي بتقديم الجاني للعدالة ...حوثيون في مواجهة جريمة الاغتصاب ”الحوثي أثبت قدرته على فرض إرادته باستخدام صواريخه”..مقرب من الانتقالي يكشف عن تقديم تنازلات من الحكومة للحوثيين مليشيا الحوثي تختطف ناشطاً في ذمار وتواصل قمع الحريات في مناطق سيطرتها اهتمام الرئيس العليمي بالحالة الصحية للفنان عوض أحمد يلقى تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن الحوثيون يغيّرون اسم مدرسة ”الشهيد علي عبدالمغني” في صنعاء ضمن حملة ”تطييف” ممنهجة رجل أعمال يمني مهدد بالإعدام في سجن حوثي بصنعاء خبير اقتصادي يكشف ما سيحدث لسعر الصرف بعد مفاوضات مسقط رئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس يكشف سبب عدم زيارته لليمن اتفاق على جولة تكميلية خلال شهرين لتبادل كشوفات المحتجزين والوية العمالقة تعلق شاهد من يكون ”سميح النورجي” المتهم باختطاف المقدم علي عشال في عدن

هل نحن يمنيون أم زيود وشوافع؟

في البداية يجب أن ننوه إلى أمر في غاية الأهمية، هو أننا يجب أن نحترم كل الأديان والمذاهب، وأن لا يكون لدينا أي احتقانات أو ضغائن أو مواقف ضد أحد من صحابة النبي، أو من قادة وعلماء المسلمين، وأن نحترم جميع أئمة المذاهب ومعتقداتها، حتى إن لم نكن على وفاق مع جلها أو بعضها.

ولكن يجب أن يظل هذا الاحترام في إطار القناعات الشخصية غير الملزمة للغير. كما أن هذه القناعات لا يجب أن تكون متبوعة بأي التزامات سياسية أو مكاسب مالية أو استحقاقات اجتماعية، لفئة من الناس، أو طائفة من المسلمين؛ تطال الدولة ومؤسساتها، والناس وممتلكاتهم وقناعاتهم. ويجب أن نحرص على أن تظل تلك القناعات اختيارية للفرد أو الجماعة، غير مفروضة على الغير بالقوة الصلبة أو الناعمة.

الذي أحب أن ألفت عناية الكثير من اليمنيين إليه، هو أن ثقافة كارثية وخاطئة تسربت إلى عقول معظمنا، عبر فترات زمنية وسياسية طويلة، تقف خلفها الإمامة الهاشمية؛ التي احتلت اليمن خلال فترات متقطعة من تاريخه الطويل، وهي التي فرضتها ورسختها في أذهان الناس؛ بأدوات مسلحة وأخرى ناعمة، لغرض شرعنة انقضاضهم على الدولة اليمنية.

مثلا، الكثير من اليمنيين يطلقون وصف المناطق الزيدية على المناطق الجبلية والوسطى والشمالية من اليمن، بينما يصفون مناطق تعز وما جاورها بالمناطق الشافعية. وهذا ظلم على اليمن، وتفريط بحضارة اليمنيين، وتمزيق لهويتهم اليمانية الواحدة وبعثرتها إلى هويات مذهبية؛ متعددة ومتنافرة ومتصارعة.

هذه الأوصاف التي يرددها اليمنيون دون وعي أو تمحيص، تصب في خانة ترسيخ معتقدات الجماعة الهاشمية المسلحة في اليمن، وتدعم خرافاتها التي تصر بإن حكم اليمن حق مقدس لها بنصوص قرآنية، وأن اليمنيين مجرد شيعة لهم، بأحاديث نبوية.

طبعا الزيدية والشافعية في اليمن كليهما ترتكزان على تقديس ما يُسمى بآل البيت، ويتمحوران حول ترسيخ هذه القداسة في معتقدات اليمنيين وحياتهم السياسية والدنيوية، لغرض استئثارهم بالسلطة والمال، وإن كان الدين الإسلامي هو الشعار الكبير والظاهر في حبكتهم السياسية.

ولذا؛ وعبر الزمن ومن أجل السلطة، ولغرض الدفع بالعنصر الهاشمي الحجازي إلى المكانة الأولى في السلم الاجتماعي اليمني، عمد الأئمة الرسيون إلى تقسيم المناطق اليمنية إلى زيدية وشافعية، وأخرى صوفية، وكلها تصب في خانة تقديس النسب الهاشمي وتحقير النسب اليمني، لأجل الحيازة الكاملة للسلطة والثروة وحيازة المكانة الاجتماعية، بلا حق أو مؤهلات أو جهود أو تميز أو نبوغ، يميزهم عن الآخرين.

الحذر من الاستمرار بترويج مسميات المناطق الزيدية والمناطق الشافعية في الشمال، أو الصوفية في الجنوب، بل نصف ونطلق مسمى المناطق اليمنية عامة؛ ثم يأتي التخصيص في الوصف لمن يريد الاستزادة، بالوسطى أو الشمالية أو الغربية أو الجنوبية أو الشرقية، فالناس يوصفون بهوياتهم وبجنسياتهم وبحدود دولهم الجغرافية، وليس بأديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم وطوائفهم.

أنا يمني، من المناطق الشمالية، من محافظة عمران، ولست تابعا أو نصيرا أو أجيرا عند مذهب أو حزب أو شيخ، وهكذا يكون حالنا في كل مناطق اليمن.

يمننوا هويتكم، فالبديل لها هويات مذهبية؛ تمزقكم وتفرقكم وتستعبدكم.

تذكروا أن المعتقدات الدينية لا تحل بديلا عن الهويات القومية للناس، فالأديان والمذاهب؛ معتقدات شخصية يمكن أن تتغير، ولكن الهوية والانتماء حق لا يُسلب بتعدد الدين أو المذهب، ولا يتغير أو يزول، والمواطنة هي حق أصيل لكل يمني ولد في اليمن أو عاش لفترات طويلة على أرضه، بغض النظر عن دين أو مذهب أو اعتقاد.

وإلى غزوة توعوية جديدة.