المشهد اليمني
السبت 3 أغسطس 2024 05:27 صـ 28 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
تأهل منتخب مصر إلى نصف نهائي أولمبياد باريس 2024 بعد فوز مثير على باراغواي بركلات الترجيح ”النفط اليمني في دوامة التأخير: لماذا يتعثر استئناف التصدير؟” ”عدن تتحدى: هل ستتمكن السلطات من كبح جماح مليونية عشال؟” اللجنة الأولمبية الدولية تحسم الجدل بشأن طبيعة جنس الملاكمة الجزائرية ” إيمان خليف” ”المطر يفتك بالضالع: أضرار هائلة إثر عاصفة رعدية لم تشهد المدينة مثلها منذ سنوات” قيادي حوثي وزوجته يلقون حتفهم في انفجار قنبلة يدوية ”مأساة في الحديدة: فتاة قاصر تُقتل بوحشية على يد أقربائها في جريمة صادمة” لمرضى السكري.. ما تأثير القرفة على سكر الدم والدهون الثلاثية؟ ”فيديو” الأمم المتحدة تفضح الحوثيين: ترحيل قسري وانتهاكات مروعة للمهاجرين الأفارقة! ”خمسة بنات ووحشية اغتصاب الأرض: قصة مؤلمة من عدن تكشفها صحفية شجاعة” 80 رصاصة وجريمة بشعة: مسلحون حوثيون يسحلون شيخًا ويقتلوه بطريقة وحشية! عاجل: دقت ساعة الصفر.. أسراب من الطائرات الأمريكية المقاتلة تنطلق إلى الشرق الأوسط وصواريخ إيرانية ضخمة في طريقها لإسرائيل

الرضوخ الأخير لميليشيا وقحة

غضب عبدالملك طباطبائي الشهير بـ الحوثي، من كل إجراءات الحكومة اليمانية، وأعادها قسرًا إلى دول الأقليم، ما جعله يبدو مثل طفل تافه يبكي لتلف مجموعة الدُمى التي تعوّد على ضربها، وخلع أطرافها، ودعسها، وعدم اطعامها.
لا يريد أن يرضخ للمنطق، والواقعية، وهو مستعد لإدارة حرب جديدة، لاستعادة طفولته اللامسؤولة، وذات يوم كتبت مقالًأ يقول أن ابن بدر الدين لا يقوى على الاستمرار في عملية سلام حقيقي، الحرب بالنسبة إليه مورد دموي وبيئة خصبة لانتعاشه وحشد الناس الذين يسيطر عليهم لممارسة هواياتهم الجينية في القتل وترديد الزوامل.
لكنه اليوم يفقد غطاؤه المالي الذي منحته له الحكومة بإجراءات اقتصادية كانت متواطئة معه، وقد كان هدف أولئك المسؤولين الحكوميين الهاربين من مناطقهم، المتوسدين لفخامة الأغطية الفندقية، والإجراءات البروتوكولية، الإثراء على حساب القضية، وفي دواخلهم إيمان ضعيف بإمكانية العودة لإستعادة صنعاء، ولأنهم لم يتحمسوا لها كوطن دائم تم اغتصابه علنًا وعليهم تقع مسؤولية استعادته.
هذه الإشارات الناقدة لتوجهات حكومية مضت ببعض شخصياتها، تحتم على حكومة اليوم تطبيق قرارات البنك المركزي اليمني، منها وقف التعامل المالي مع بنوك عائمة في المستنقع الحوثي، فالتجارة البينية مع مناطق سيطرة الميليشيا الإرهابية، وجغرافيا الحكومة اليمانية تُقدر بعشرة ملايين دولار يوميًا، وهو رقم ضخم تستفيد منه الميليشيا، وتعزز به مكانتها المالية وقدرتها على التصرف والرشوة والتحرك دون التزامهم بأي حقوق عامة للموظفين الحكوميين، الذين ابتلعوا جوعهم وحقوقهم طوال تسع سنين، ورغم عددهم الهائل إلا أنهم لم يفكروا لمرة واحدة في الخروج إلى الشارع احتجاجًا على لصوصية عنصرية علنية.

من القرارات التي ينبغي على الحكومة اليمانية تطبيقها فورًا، منع توريد العملة من مناطق الحكومة إلى المناطق المحتلة، ذلك القرار يقضي على عامل واحد من خمسة عوامل تستفيد منها الميليشيا الوقحة في تعزيز مكانتها المالية، وأخطرها الدعم الإيراني المالي المستمر.

في خضم هذا النقاش الصريح، نسأل أين الهيئة الوطنية للإغاثة التي كانت المستوعب الأوحد لمختلف معونات الدول المتعاطفة في إغاثة اليمن، كيف انتهى هذا البرنامج مع رحيل مسؤوله الأول "عبدالرقيب فتح" عن كرسيه الحكومي كوزير للإدارة المحلية، لينتقل فجأة إلى يد الميليشيا الحوثية عبر برنامج يسمى "سكمشا" يتولاه الإرهابي أحمد حامد المتولي إدارة مكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء المحتلة، ويضم عددًا من الوزراء الحوثيين ذي الصبغة الهاشمية، وقد وفّر هذا البرنامج أكثر من 20 مليار دولار للميليشيا تصلهم مباشرة من منظمات الأمم المتحدة وقد صارت متهمًا رئيسيًا في تمويل الإرهاب الإقليمي طوال سنين الحرب اليمانية – الإيرانية
نقطة أخرى تتحدث عن ضرورة إلتزام تجار اليمن تسليم ضرائبهم في عدن، هذا الأمر الآخر الذي يجب الحديث عنه علانية، ومعرفة مقدار الإلتزام فيه، ومدى استجابة الحكومة الحالية لفرض عقوبات جريئة في هذا الصدد، يمثل هذا التحدي مصداقية حدّية سترهن مستقبل الشرعية برمته في مدى نجاحها الاقتصادي المأمول.

يجب أن يخضع عبدالملك بدرالدين لهذه الإجراءات المتأخرة جدًا، ويقترب بنفسه إلى سلام يُجلسه على كرسي أمام رئيس الدولة ليتحدث الإثنان عن الحقيقة والوهم، والممكن وغير الممكن، والشورى كحقيقة ثابتة لا استقامة لولاية هرطقية أمامها.

في المدار العسكري، يبدو عبدالملك طباطبائي أضعف مما كان، ودليل ذلك أن تهديداته صارت علنية، غاضبة، وحانقة، وأنه مستعد لخلق المشكلات دون الالتزام بتبعاتها، وهو يعلم جيدًا كما يعلم مُشغليه الأساسيين في إيران أن افتعال أي عدوان حقيقي من الميليشيا على اليمن، أو أي من دول الأقليم سيشعل حربًا لن تتوقف حتى تبلغ رأسه، وأن ضعفه البائن في حشد الناس وراء خطابه الحانق، سيدفع الجهات العسكرية الغاضبة منه إلى الإشتباك العسكري مع ميليشياته في كل الجبهات الحدودية المفتوحة .

على الحوثي ألا يختبر صبر اليمانيين عليه، وصبر الإقليم، ومجرد إشعاله أي عود ثقاب إنما يُحرق به نفسه، يشتعل مثل جثة ماتت قبل 1400 سنة، وبات بقاؤها خطرًا على البيئة والسلامة العامة .