هلع متصاعد.. الحوثيون يعتقلون أحد أبرز مشايخهم بتهمة التخابر

في تحرك يعكس حالة من الهلع الأمني والتوتر المستمر داخل مليشيات الحوثي التابعة لإيران، أقدمت المليشيات على اعتقال الشيخ القبلي البارز أمين أحمد صالح البرعي، أحد أبرز وجهائها الموالين لها في محافظة الحديدة، بتهمة التخابر وتقديم إحداثيات أدت إلى استهداف مواقع عسكرية حوثية.
وقالت مصادر محلية إن عملية الاعتقال جرت في مديرية برع بمحافظة الحديدة، حيث توجهت قوة حوثية خاصة لاحتجاز الشيخ البرعي، بتهم تتعلق بإرسال إحداثيات عسكرية يُعتقد أنها ساهمت في توجيه ضربات جوية أمريكية على أهداف للجماعة خلال الأيام الماضية.
ويُعد البرعي من أبرز حلفاء الجماعة في محافظة الحديدة، ولعب دورًا بارزًا، في عمليات التجنيد وتعبئة المقاتلين من قبيلته ومحيطها، ما يضفي على اعتقاله أبعادًا لافتة تتجاوز مجرد الاشتباه الفردي، لتشير إلى تصدعات متسارعة في البنية الداخلية للجماعة.
الحادثة تأتي في وقت تتصاعد فيه الغارات الجوية الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن، خصوصًا في صعدة والحديدة وصنعاء، ما ضاعف من توترها الأمني ورفع منسوب الشك داخل دوائرها.
ويرى مراقبون أن اعتقال شخصية قبلية بحجم البرعي – المعروف بصلاته القوية مع قيادة الجماعة – لا يعكس فقط قلقًا من الاختراقات الأمنية، بل أيضًا مؤشرات على صراع داخلي مكتوم يتخذ من "اتهامات الخيانة" غطاءً لتصفية الحسابات وإعادة ترتيب الولاءات في مناطق النفوذ الحوثي.
وتكشف حادثة اعتقال الشيخ البرعي عن واقع هشاشة متزايدة في الجبهة الداخلية، وعن اضطراب في آليات الثقة بين الجماعة ومؤيديها الذين انخرطوا في صفوفها بعد الانقلاب المشؤوم في العام 2014.
ويأتي ذلك في سياق سلسلة تحركات حوثية مماثلة شملت اعتقالات وتغييرات أمنية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، ما يُنذر بتصاعد وتيرة التصفيات الداخلية، التي تتزامن مع اقتراب معركة الخلاص الجمهورية.