السبت 19 أبريل 2025 09:46 صـ 21 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ما وراء مرافقة السفير السعودي لدى اليمن لوزير الدفاع خالد بن سلمان خلال زيارته إلى طهران؟

الخميس 17 أبريل 2025 08:42 مـ 19 شوال 1446 هـ
من الزيارة
من الزيارة

في زيارة رسمية تحمل أبعادًا سياسية وأمنية لافتة، وصل وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، اليوم الخميس، إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث التقى عددًا من كبار المسؤولين الإيرانيين، في مقدمتهم المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وسط اهتمام إعلامي واسع يعكس الأهمية الإقليمية والدولية للزيارة.

وفي خطوة تعزز من دلالة توقيت ومضمون الزيارة، رافق وزير الدفاع السعودي في الوفد الرسمي السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، في إشارة واضحة إلى أن الملف اليمني كان حاضرًا في صلب المحادثات الثنائية، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في الوقت الراهن، واستمرار تعنت ميليشيا الحوثي تجاه المبادرات السلمية طوال السنوات الماضية.

وأكد الأمير خالد بن سلمان، في تصريح أعقب اللقاءات، أنه "بتوجيه من القيادة، سلّم رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، كما نقل تحيات القيادة خلال لقائه الرئيس الإيراني"، مشيرًا إلى أنه بحث معهما سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وطهران، ومجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

وخلال الزيارة، التقى وزير الدفاع أيضًا برئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، حيث جرى استعراض الملفات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع الإنساني في غزة. وأعرب اللواء باقري عن تقدير طهران لمواقف المملكة تجاه غزة وفلسطين، ما يشير إلى تقارب لافت في الرؤى حيال هذه القضية.

اليمن في قلب المحادثات

مشاركة السفير محمد آل جابر في هذه الزيارة، تعكس اهتمامًا سعوديًا رفيعًا ببحث سبل إنهاء الأزمة اليمنية التي طال أمدها، في وقت واصلت فيه المملكة جهودها لتهيئة الأرضية للحل السياسي، وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف اليمنية، إلا أن تلك الجهود اصطدمت مرارًا بتعنّت حوثي مستمر ورفض لأي مبادرات سلمية.

وتأتي زيارة الأمير خالد بن سلمان لطهران في مرحلة إقليمية بالغة الحساسية، تزامنًا مع تصعيد عسكري أمريكي ضد مواقع الحوثيين في اليمن، وتحذيرات من اندلاع مواجهة أوسع تشمل استهداف مباشر لإيران، في حال استمرار دعمها للحوثيين، إضافة إلى تهديدات صادرة عن قيادات حوثية بقصف مصالح أمريكية في السعودية والخليج، في حال تعرض إيران لضربة عسكرية، أو إطلاق عملية عسكرية يمنية واسعة لتحرير ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية.

ويرى مراقبون، تابعهم "المشهد اليمني"، أن مرافقة السفير السعودي لوزير الدفاع في الزيارة تهدف إلى تجنيب المملكة تداعيات التطورات العسكرية المرتقبة، وسط توقعات بأن تصدر إيران أوامر مباشرة للحوثيين بعدم شن هجمات على الأراضي السعودية.

كما تأتي الزيارة، بعد ساعات من تصريحات سعودية تنفي التقارير التي تحدثت عن مشاركة المملكة في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن هجوم بري محتمل من قبل فصائل عسكرية في اليمن ضد مليشيات الحوثي.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر رسمي سعودي وصف التقارير التي تتحدث عن مشاركة سعودية بالكاذبة، وفقا للوكالة.