الإثنين 28 أبريل 2025 12:33 صـ 29 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تطورات جديدة في العلاقات العراقية السورية وسط خلافات سياسية.. محادثات مع الشرع تُسفر عن نتائج أمنية وتجارية

الأحد 27 أبريل 2025 05:56 مـ 29 شوال 1446 هـ
الرئيس السوري أحمد الشرع
الرئيس السوري أحمد الشرع

في إطار السعي لتقوية التعاون بين العراق وسوريا في عدة مجالات، أجرى وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، محادثات مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في وقت حساس يشهد خلافًا سياسيًا بين رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني وبعض الأطراف السياسية، خاصة الإطار التنسيقي، حول سبل التعامل مع سوريا. هذا اللقاء هو الثاني من نوعه بين الطرفين، ويأتي في وقت حساس للغاية.

حصر المحادثات بالقنوات الأمنية: الرسائل السياسية الخفية

يعود السبب وراء حصر المحادثات بين العراق وسوريا بالقنوات الأمنية إلى عاملين رئيسيين. أولًا، بغداد ترى أن القضايا الأكثر إلحاحًا مع دمشق هي تلك المتعلقة بالأمن، خصوصًا ما يتعلق بحماية الحدود ومحاربة تهديدات التنظيمات الإرهابية مثل "داعش". ثانيًا، هناك بعد سياسي يتمثل في الخلاف القائم بين رئيس الوزراء السوداني والإطار التنسيقي، وهو أكبر التكتلات السياسية الداعمة للحكومة العراقية. لهذا، يحاول السوداني عبر هذه المحادثات إرسال رسالة مفادها أن التعامل مع سوريا يقتصر على الأمن دون الدخول في تطبيع سياسي قد يثير انتقادات الإطار التنسيقي.

خلافات داخلية حول تطبيع العلاقة مع سوريا

وفيما يخص الخلافات السياسية، فقد أعلن الإطار التنسيقي معارضته الشديدة لتطبيع العلاقة مع سوريا، معتبرًا أن هذا القرار ليس من صنع العراق، بل هو نتيجة لضغوط خارجية إقليمية ودولية. الإطار التنسيقي ما زال يرى أن الرئيس السوري أحمد الشرع لا يحق له أن يكون طرفًا في العلاقات الدولية، معتبرًا إياه "قاتلًا للعراقيين" و"إرهابيًا". كما يرفض الإطار أي تقارب بين بغداد ودمشق في ظل ما يراه من تهديدات متبادلة، خصوصًا في ظل المواقف السورية المناهضة لجهود الحشد الشعبي العراقي وحلفاء العراق الإقليميين.

أبرز نتائج المحادثات بين الوفد العراقي والرئيس السوري

من بين أبرز نتائج اللقاء بين الوفد العراقي ورئيس النظام السوري، تم الاتفاق على عدد من النقاط الأمنية والتجارية. تم تعزيز حماية المراقد الدينية الشيعية في دمشق، خصوصًا منطقة السيدة زينب، وكذلك تعزيز حماية البعثة العراقية هناك. كما تم الاتفاق على نشر قوات مشتركة على الحدود لتأمينها والتنسيق الاستخباراتي بين البلدين لملاحقة خلايا تنظيم داعش.

من ناحية أخرى، تم الاتفاق على فتح الحدود البرية واستئناف التبادل التجاري بين العراق وسوريا، إضافة إلى استئناف الرحلات الجوية بين مطار بغداد الدولي ومطار دمشق الدولي. هذه التطورات تشير إلى رغبة متزايدة في تعزيز التعاون بين البلدين رغم الصعوبات السياسية.

تحضيرات أمنية للقمة العربية

تأتي هذه المحادثات في وقت حساس أيضًا، حيث كشف المسؤولون العراقيون عن تقديم رئيس جهاز المخابرات مسودة خطة أمنية لتأمين حياة الرئيس السوري خلال مشاركته المتوقعة في القمة العربية التي ستعقد في بغداد الشهر المقبل. هذه الخطوة تأتي بدعم من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي يبدو أنه يحاول دفع علاقات العراق مع سوريا في اتجاه آخر، رغم المعارضة السياسية الداخلية.

موضوعات متعلقة