خطيب حوثي من على منبر جامع بصنعاء : لا إسلام ولا دين غير دين ”الحسين بن علي”

ذكرت مصادر محلية ان خطيبا حوثيا في جامع الفتح بمنطقة السنينة في العاصمة صنعاء أعلن أمس الجمعة من فوق منبر الجامع أثناء خطبة الجمعة عن تخوين اليمنيين الجنوبيين وأعلن أنه "لا إسلام حقيقي غير إسلام الحسين".
ووجه خطيب جماعة الحوثي المسلحة في جامع الفتح بصنعاء اتهامات طائفية وتكفيرية ضد ابناء المحافظات الجنوبية وقال "انهم خانوا وطنهم ودينهم حين سلّموا بلادهم للعدو»، في إشارة إلى مقاومة الجنوبيين للتمدد الحوثي المسلح في المناطق الجنوبية وتسليم مناطقهم للحكومة الشرعية، المعترف بها دوليا.
وقال شهود عيان ان خطيب جامع الفتح الحوثي قال في خطبته لا دين إسلامي حقيقي إلا دين الحسين بن علي ومن بعده آل البيت، أما أي دين ليسوا هم مصدره فهو دين غير صحيح.
ووضح خبراء قانونيون مضمون هذه الخطبة بأنها تتضمن حملة تحريض وخطاب كراهية ضد الآخرين، فيما اعتبرها رجال دين بأنها ممارسة واضحة وصريحة لتكفير الآخرين من فوق منابر المساجد وما يعنيه ذلك من تبعات وتداعيات تصل حد إباحة دماء الآخرين وخلق المبررات لوجوب قتلهم تحت مظلة التكفير.
وأشاروا إلى أن الحوثيين من خلال هذا النوع من الخطب الدينية يقومون باستغلال المساجد التي سيطروا عليها بقوة السلاح في العاصمة وفي غيرها من المدن اليمنية، للترويج لأفكارهم الحوثية الشيعية التي تحمل في طياتها أبعادا طائفية، بالتركيز بأنه "من لا يؤمن بأفكار التيار الحوثي فهو ليس بمسلم وان الإسلام الصحيح محصور على فئة آل البيت التي يحاول الحوثيون إقناع الناس بأنهم من هذه السلالة الهاشمية".
ولم تكن حادثة جامع الفتح هي الحالة الوحيدة بصنعاء التي استثارت غالبية المصلين، بل كانت واحدة من عشرات الحالات التي شهدتها مساجد العاصمة صنعاء يوم أمس، حيث افادت مصادر محلية ان العديد من خطباء المساجد الحوثيين نهجوا نفس منهاج خطيب جامع الفتح بخطب تكفيرية واضحة وأن العديد من المصلين الرافضين للفكر الحوثي اضطروا إلى مغادرة بعض المساجد حفاظا على سلامة أرواحهم من أي تداعيات قد تحدث عقب تلك الخطب الدينية التكفيرية.
وقالت المصادر ان مليشيا الحوثي خطفت أمس أحد المصلين من جامع حجر بصنعاء عقب رفضه الاستجابة لفرض ميليشيا الحوثي عليه الصياح بصوت عالي بالشعار الصوتي للحوثيين الذي يطلقون عليه (الصرخة) داخل المساجد ومحاولته الخروج من داخل المسجد برفقة العديد من المصلين أثناء خطبة الجمعة احتجاجا على ذلك.
وتأتي هذه العمليات الطائفية القمعية من قبل الحوثيين في إطار منهجيتهم الشاملة لفرض أفكارهم بشكل واسع عبر مختلف المنابر والوسائل الرسمية التي يسيطرون عليها، وفي مقدمة ذلك منابر المساجد ووسائل الإعلام الحكومية والخاصة ومناهج التربية وغيرها، وبالذات مع سيطرة على الحقائب الوزارية في هذه المجالات والتي فضّلوا السيطرة عليها لنشر أفكارهم الطائفية وخلق واقع مذهبي جديد في أقصر وقت ممكن في اليمن، وهو ما يخشى الكثير من اليمنيين في أي يخلق شرخا اجتماعيا داخل المجتمع اليمني بعد أن كان متجانس ومتقارب فكريا ومذهبيا.