المشهد اليمني

آلام عظيمة

الإثنين 2 أبريل 2018 09:43 مـ 17 رجب 1439 هـ

  خُلقت تكسوها البراءة.. تكسوها الطهارة والنقاء والعفاف والجمال والدلال، منذ أن وجُدت وهي تجلب السعادة للجميع وتظل تعطي وتبذل ما بوسعها لإسعاد غيرها .

فكل الجهد الذي تبذله وذاك العطاء، دون أن تريد شكراً وعرفاناً من أحد، فهي بغريزتها تسعى جاهدة وما يحتم عليها ضميرها رغم هذا تسعى مبتهجة سعيدة وان مرت عليها بعض اللحظات، التعب والألم فلا تبالي بل تتغاضى وتنسى، فلا شي يكسرها بسهولة، فلعزيمتها وإرادتها (قوى خفية) لا يدركها أي عقل ظاهر وباطن .
فهي (انسانة عظيمة)  بكل ما تحمله من معاني التضحية، والعطاء والنقاء والجهد .. تضحي كي توصل من تحب للقمة، ولكن هل

عليها أن تعاني وتبذل دون أن يدرك قيمتها من وصل ؟.
يعتقد الجميع أنها أتت لهذه الدنيا فقط لتعطي للجميع ما يحتاجونه أو بالأصح فوق احتياجاتهم، لكن إلا يُجدر بمن اعتقدوا ذلك أو وصلوا إليه أن يدركون أنهم كانوا أصفارا، وبفضلها أصبحوا أرقاما لا حدود لها ونجوم تلمع عالية .
أين يجب أن تكون صانعة الارقام ؟؟.

مع الأسف قليل من يقدر تلك  التضحية المبذولة لأجلهم بل أحيانا تُنسى وتُرمى (كأشياء قديمة) أو يعتقد البعض وجودها مثل عدمها فتندثر وتنتهي .

لكن هل يوجد أشخاص ينسون بداياتهم ؟. بل وأساسهم ومن كانت سبب وجودهم من العدم .. كل ما تريده نظرة رحمة ومحبة وتقدير .    

قد تختلف المعاملة في السابق كونهم في حاجتها، ربما كانوا يظهرون وجها مستعاراً للعبور فقط، فهي بما لديها من أحاسيس ومشاعر فياضة لا ترى تلك الوجوه المستعارة والمتقلبة، بل تسعى جاهدة لتكمل مشوارها وتنسى كيانها وما كان لديها من طموح وتدفن آمال وأحلام كادت أن تصل إليها لقد كانت ترى فيهم آمالها .

قبل أن تقابل هذا المصير الذي فرض عليها ربما كان مصير محتوم، قد نجا منه الكثير واستطاع الفرار وتغير واقعه، لكن لم تكن لديها قوة التخلي عن أشياء .