مشكلة غازي حميد.!!

إن كان هناك من فكرة يمكننا استفادتها من برنامج غازي حميد ، وهو أنه ليس كل شخص ناجح في الظهور على اليوتيوب، هو قادر على الحضور على شاشة التلفاز وبمحتوى مقبول، اليوتيوب: فضاء شخصي حر، يمكن لأي شخص ممارسة هوايته فيها دونما رقابة ولا اشتراطات مهنية صارمة؛ لكن التلفاز مؤسسة إعلامية منضبطة لا يصح أن تكون مفتوحة لممارسة العبث.
كما أن تحقيق مستوى من الظهور في أي موقع افتراضي ليس بالضرورة معيارا للصلاحية وقد لا يكون انعكاسًا لأي قيمة حقيقية، في أي مجال فني أو معرفي .
مشكلة غازي حميد ليس أنه مقلد فحسب؛ بل عجزه عن تقديم أي لمسة ابتكارية حتى في برنامجه المستنسخ، كثير من القوالب التلفزيونية مكررة، لا يوجد فن مولود من العدم؛ لكن المشكلة تكون بين فنان موهوب قادر على تقمص فكرة والتجلي بذاته داخلها وأخر يثير أعصابك بالنسخ الردئ. قد لا يعني ذلك أن الرجل فاشل بالمطلق، هو فقط لا يتناسب مع طبيعة البرنامج والمجال الذي حاول اقتحامه وسوف يكون بحاجة للتوقف مع نفسه قليلا ولربما يشق دربه باتجاه أخر ويفلح.
وبعيدا عن العاطفة ومراعاة مشاعر الرجل، فقرار وقف البرنامج، شجاع وسوف يسهم في محاصرة رداءة المحتوى قليلا، هو رسالة لجميع العاملين في مجال الإعلام وليس لغازي حميد.
بالمجمل، قناة المهرية تتمتع بإدارة حيوية ونشطة، تجاوبها مع الجمهور سلوك ذكي، كما أنها تمكنت بعامين أن تنافس على مستويات عليا بين القنوات اليمنية.
يظل غازي حميد، رجل فدائي، ضحى بنفسه لينقذ المحتوى التلفزيوني من حالة العبث ويضع حدا للمتطفلين على التلفاز والدراما دونما كفاءة ولا موهبة.