القضية الأولى والمفصلية التي سفكت بسببها الدماء

قضية التفضيل هي القضية الأولى والمفصلية بين السُنة وجميع فِرق الشيعـ.ـة، وكل المسائل الأخرى إنما هي ناتجة عن هذه المسألة!
وأئمة أهل السنة أذكياء، لم يقبلوا تمرير هذه القضية في صورتها البدائية الأولى، تفضيل عليٍ على الأشياخ أبي بكر وعمر!
لأنه لا مستند شرعي أو عقلي عليها، بل المستند الشرعي ضدها وكذا العقلي!
أما الشيعة فذهبوا لعنصر القرابة السلالية فقط لتفضيل عليٍّ!
وكل هذه الأفكار الباطلة والدماء المراقة المسفوكة من أجل فكرة أن عليًا خيرٌ من الأشياخ، فلذا هو أحق، فلذا فهم على باطل، فلذا يجب تصحيح ذلك!
ثم بنوا دينهم الباطل على أساس تلك الخرافة. ولكم أن تتخيلوا لو كان سلَّم لهم أهل السُنة بهذه الفرضية الكاذبة!
ولذا كان بعض الصحابة يقول: من فضَّل عليًا على العمرين، فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار!
من ناحية أنهم سمعوا تفضيل الشيخين، ومن ناحية أنهم شهود على كتاب الله الذي ينص على بنود الأفضلية، وحصرها في العمل والتقوى.
ثم إنك تسمع من يفضل ذرية علي -إن صحت نسبتهم- على ذرية غيره لمجرد النسب، مع أن الصحابة لم يفضلوا عليًّا حينئذٍ من حيث هذه الحيثية بل لم تخطر على بالهم.
لا تسمحوا لأحدٍ أن يفضّل أحدًا على أحدٍ بعرق أو نسبٍ أو منطقة أو سلالة، ومن فعل ذلك فقد أزرى بالإسلام والمسلمين جميعًا..