المشهد اليمني

وليد دماج.. هجرة الشمس

السبت 20 أغسطس 2022 02:55 مـ 23 محرّم 1444 هـ

في قمة عطائه الأدبي الوطني، رحل اليوم الروائي والأديب الجمهوري القيل وليد أحمد دماج، رحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

في روايته البديعة "وقش .. هجرة الشمس" التي تدور أحداثها عن مذبحة أقيال اليمن "المُطرّفية" على يد الجزار السُلالي عبدالله بن حمزة، قال في إهدائه القصير "إلى من سبقوا زمانهم، وجاءوا قبل أوانهم: المُطرَّفِيّة، إلى ضحايا الفكر في كل زمان.."

تتبّع الراحل في هذه الرواية حياة المتنوّرين اليمنيين الذين سبقوا زمانهم في أفكارهم وفلسفاتهم، وتعرّضوا على إثر ذلك لإبادة لم يسبق لها مثل، أكثر من 100 ألف يمني، رجالا ونساءً، أُبيدوا بسبب ولائهم الوطني، ورفضهم الرضوخ للسُلالة الإرهابية، لتُحكمهم وتتحكم بهم بدعوى خرافة الولاية العلوية؛ وبسبب فلسفتهم للكون وأبحاثهم في علوم الطبيعة التي اعتبرها السلاليون كفرا بالله وخروجا عن الملة!

نعم، لقد جاء الأقيال "المُطرّفية" قبل أوانهم يا قيل وليد، ولكن، لماذا رحلت أنت قبل أوانك؟ وأنت تعلم أن أحفاد إبن حمزة لا يزالون يواصلون جرائمهم بحق اليمنيين، وقد أصبحت اليمن كلها "وقش"، كيف تهاجر هكذا أيها الشمس الكاشفة للظلام المخبوء تحت قاووق الكهنوت السلالي؟!

خالص التعازي وعظيم المواساة للإكليلة القديرة منال دماج Manal A Dammag على هذا الرحيل الفاجع لشقيقها، وإلى كل أبنائه وإخوانه ومحبيه.

إنا لله وإنا إليه راجعون.