المشهد اليمني

ثورة صنعاء المزعومة..بيع الوهم وتسويق الأكاذيب!

الإثنين 17 أكتوبر 2022 11:03 مـ 22 ربيع أول 1444 هـ

ناشط في الفيسبوك وآخر في التيك توك وثالث في تويتر منذ الأمس يبيعون الوهم لقليلي العقول عن ثورة في صنعاء لم يعلم بها حتى سكان صنعاء ، ويستشهد أحدهم على قوله بمنشور مليئ بالأخطاء في صفحة مجهولة فيها بيان مزور عن اشتباكات بين الأمن ومسلحين معتبرا تلك الاشتباكات ثورة عارمة قامت ضد الحوثي في صنعاء .!

لا ندري هل يتعاطى هؤلاء الأشخاص صنف مغشوش من الحشيش ، أم قد أصابتهم لوثة ، أم اعتراهم بعض شياطينهم بسوء ؟!
أتدري يا أيها الناشط ما هي الثورة ؟!
الثورة طوفان شعبي ، عمل سياسي وعسكري وإعلامي منظم وتقف خلفه جهات كثيرة ورجال أحرار يحملون رؤوسهم على أكفهم ويلبسون أكفانهم ليسنجوا لشعبهم فجرا جديدا ومستقبلا مشرقا ، عمل كبير منظم تسانده الملايين من الجماهير الغاضبة الثائرة .

الثورة تستهدف في جانبها العسكري أهم مؤسسات الدولة وتسيطر عليها بالدبابات والأسلحة الثقيلة ، ثم تنطلق إلى الإذاعة والتلفزيون الرسمي وتسيطر عليها وتتلو بيان الثورة ، بعد أن تكون قد نسقت مع الجيش والنخبة والأحزاب والمشايخ ومختلف الجهات المحلية ، وليست اشتباكات محدودة في زقاق - على فرض صحتها - ولا هي منشورات فيسبوك أو تغريدات بتويتر أو مقاطع في التيك توك أو اليوتيوب لمفسبك مغمور يريد الشهرة ويبحث عن الأضواء.

الاشتباكات المحدودة في زقاق أو شارع - إن حدثت - فهذه الأمور تحدث حتى في لنالعمرانويورك أو هلسنكي أو طوكيو .
الثورة على أرض الواقع شيء ، والأحلام والأمنيات وخريط الفيسبوك شيء آخر .!

أحدهم رشحه البعض ليكون رئيسا لدائرة الشباب في المجلس الرئاسي هو في النهاية مفسبك كاذب ببضاعة مزجاة ، ومع هذا يرى نفسه محور الكون وأنه رجل الفكر ورائد الحرية وهو يبيع الوهم وينشر الأكاذيب فهل أمثال هؤلاء سينقذون اليمن من الكوارث التي حلت بها ؟!
الرائد لا يكذب أهله ، والإعلامي الحر لا ينشر الأكاذيب ، فاليمن لن تنتصر بكذب المفسبكين وخرطاتهم ، وانما ستنتصر بجيل من اليمنيين يحبون بلادهم ويضحون حتى بحياتهم من أجلها ..
خلق الله للحروب رجالا
ورجالا لقصعة وثريد
كشفت أحداث اليمن الجميع ، وأثبتت للجميع أن الجاهل وقليل العقل يظل هو الجاهل وقليل العقل مهما سوق له البعض ومهما روجوا له فليس كل ما يلمع ذهبا والناس معادن .