المشهد اليمني

ما سر ظهور عيدروس الزبيدي المفاجئ مع علم الوحدة بعد وصوله عدن ولماذا ”رفض” السفير الأمريكي مقابلته؟

الثلاثاء 25 يوليو 2023 07:19 صـ 8 محرّم 1445 هـ
الرئيس العليمي مع السفير الأمريكي في الرياض - عيدروس الزبيدي مع مسؤولين محليين بعدن
الرئيس العليمي مع السفير الأمريكي في الرياض - عيدروس الزبيدي مع مسؤولين محليين بعدن

السبت الماضي، كان عيدروس الزبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي، أرفع مسؤول في الشرعية اليمنية متواجد في العاصمة المؤقتة عدن، بالتزامن مع تواجد وزيارة يقوم بها السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، للمدينة ذاتها.

لكن السفير الأمريكي، لم يقابل عيدروس الزبيدي كما كان يتوقع أو كما ينبغي، ما أثار العديد من التساؤلات، خصوصًا أن الأخير ظهر بشكل مفاجئ وفي أول لقاء علني له بعد وصوله عدن، بجانب علم الوحدة اليمنية، رغم أن اللقاء كان مع مسؤولين محليين، وهو ما اعتاد عليه الزبيدي برفع علم الانفصال بمثل تلك اللقاءات.

وحول ذلك، تقول مصادر مطلعة أن الزبيدي عاد إلى عدن، بشكل مفاجئ، مساء الجمعة الماضية، بعد يومين فقط من زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، لتأتي زيارة السفير الأمريكي إلى عدن، ردًا على ذلك، كتأكيد من الأمريكان بأنهم لا يعترفون إلا بشرعية الجمهورية اليمنية.

وتضيف المصادر لـ "المشهد اليمني"، أن الزبيدي، عقد اللقاء السبت الماضي، مع مسؤولين محليين، دون ترتيب، وظهر بجانب علم الوحدة اليمنية، في محاولة منه لإيصال رسالة بأنه مسؤول يمني، وعضو في مجلس رئاسي يمثل اليمن، كبلد واحد، وليس باعتباره رئيسا لكيان انفصالي.

وطار السفير الأمريكي إلى العاصمة السعودية الرياض، لمقابلة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، دون أن يقابل عيدروس الزبيدي في عدن، ما دفع الأخير ليظهر أمس خلال فعالية محلية، لإطلاق تصريحات حادة، يقول فيها إنه ومجلسه الانتقالي سيواصلون المضي لتحقيق الانفصال "مهما كانت التحديات الإقليمية والدولية".

وأشارت المصادر، إلى أن المملكة العربية السعودية بدورها ضغطت على الزبيدي، وطلبت منه وقف التصعيد ضد السلطات الشرعية في حضرموت، وأبدت الرياض امتعاضها من عدم التزام الانتقالي باتفاق الرياض، المبرم بينه وبين الشرعية في العام 2019، وهو ما وعدها بعد الزبيدي بإجراء اللقاءات مع قيادات مجلسه للتباحث حول الموضوع.

وبحسب المصادر، فإن المجلس الانتقالي فقد سمعته التي كونها خلال سنوات، عبر الدعاية الإعلامية، وظهر فاقدا للشعبية في محافظة حضرموت وشبوة، إضافة إلى بقية المحافظات الخاضعة لسيطرته والتي شهدت احتجاجات رافضة لهيمنته وانهيار الخدمات الأساسية

وترى المصادر نفسها، أن المجلس الانتقالي في طريقه إلى الاندثار، خصوصا أنه لم يتبنى مشروعا واضحا وصريحا يدعم السلطة الشرعية المعترف بها دوليا، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، ولم يلتزم باتفاقياته ومسؤولياته تجاه ذلك.

ولا تستبعد المصادر أن يقدم الانتقالي على تفجير الوضع عسكريًا لكنها تأمل أن ينخرط كليا ضمن الحكومة الشرعية ويتحول إلى مكون سياسي مدني مثل بقية المكونات المؤيدة للشرعية، ويلتزم باستراتيجية الشرعية والتحالف فيما يتعلق بحل الأزمة اليمنية، طبقا للمرجعيات الثلاث.

وكان المشهد اليمني في وقت سابق، علم من مصادر مطلعة، أن السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، طلب - بلهجة حازمة - من عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، خلال لقائه الأخير، بتاريخ 12 من الشهر الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، وقف التصعيد.

وجاء لقاء السفير بالزبيدي، عقب تصريحات أطلقها الأخير هدد فيها باستخدام القوة العسكرية في حضرموت، بعد فشله جماهيريًا فيما عُرف بفعاليات يوم الأرض الجنوبي، قبل ذلك بأيام.