المشهد اليمني

خطير.. استعمار بالجنوب مقابل إمامة بالشمال.. هل قصف السفينة مسرحية بريطانية حوثية لإعادة احتلال عدن وتثبيت السلالة بصنعاء؟

الأحد 28 يناير 2024 03:34 صـ 18 رجب 1445 هـ
استهداف السفينة مارلين لواندا بخليج عدن
استهداف السفينة مارلين لواندا بخليج عدن

أعادت حادثة استهداف الحوثيين للسفينة البريطانية ومحاولة إغراقها قبالة عدن، إلى الأذهان حادثة استهداف سفينة ترفع العلم البريطاني قبالة ساحل عدن، التي استغلتها بريطانيا كمبرر لاحتلال المدينة وجنوب اليمن لأكثر من 127 عامًا.

حيث استغلت بريطانيا استهداف سفينة "هندية" ترفع العلم البريطاني قبالة ساحل عدن في "يناير" 1837م، كمبرر لاحتلال مدينة عدن، ومن ثم محافظات جنوب اليمن لأكثر من قرن وربع القرن من السنوات.

واليوم وجدت بريطانيا لها مبررا للعودة إلى خليج عدن والبحر الأحمر تحت مسمى ردع العمليات الحوثية، في مسرحية - كما يصفها ناشطون وصحفيون تابعهم المشهد اليمني - لم تنطلي على معظم اليمنيين، وإن كان البعض قد خُدع بها أو يحاول إقناع نفسه بذلك!.

والجمعة 26 "يناير" الجاري استهدف الحوثيون سفينة "بريطانية" في "خليج عدن" واحترق جزء منها، وكادت تغرق لولا تدخل البحرية "الهندية"، ما دفع كثيرون أمام كل هذه المصادفات للتساؤل عن مدى إمكانية سعي بريطانيا من جديد لاحتلال عدن والجنوب اليمني، مقابل تثبيت حكم السلالة الكهنوتية بالعاصمة صنعاء، في ظل واقع جغرافي يتشابه إلى حد بعيد مع واقع اليمن إبان الاستعمار البريطاني جنوب اليمن، والنظام الكهنوتي الإمامي شمال اليمن، واللذّان هما بالمناسبة - الاستعمار والكهنوت - كانا حليفان حميمان ضد أحرار اليمن شمالا وجنوبا.

وتتزامن هذه الشكوك والتساؤلات مع تصريحات وتحذيرات يمنية، بتخادم حوثي بريطاني إيراني برعاية أمريكية، وما يعزز ذلك - إضافة إلى حقبة الاستعمار البريطاني والكهنوت الإمامي - الاستماتة البريطانية طوال السنوات العشر الماضية، في الدفاع عن الحوثيين وتقويض أي تحركات عسكرية جادة يمنية أو عربية لتحرير كافة الأراضي اليمنية وإعادة الشرعية اليمنية لكل المحافظات، ولعل أبرز ما حدث، هو الاندفاع البريطاني الغربي لكسر معركة تحرير محافظة الحديدة في العام 2018، وإجبار الشرعية والقوات المشتركة على الانسحاب من محيط ميناء الحديدة، وما سبق ذلك، من وقف لمعارك الجيش الوطني وإجباره على التراجع بعد أن كانت مديرية أرحب ومشارف مطار صنعاء على مرأى العين.