ملاحظات على حادثة كاهن طهران ورفاقه

لا يمكنُ لعاقلٍ لديه مثقال ذرة من التحليل المنطقي السليم أن يصدق أن ما حدث للرئيس الإيراني هو مجرد حادث غير مدبّر بفعل فاعل، للأسباب التالية:
1ــ جميع الطائرات الحديثة مزودة بأجهزة استشعارات داخلية، تبين أي خلل داخلها، على الشاشة، في مراحله الأولى بمجرد تشغيلها. ليس الطائرات فحسب؛ بل السيارات الحديثة أيضا.
2ــ كل طائرة تقلع من أي مكان، هي محل مراقبة دقيقة من برج خاص في المطار، منذ الإقلاع وحتى الهبوط، وأي خلل يطرأ يتم التنبيه عليه في لحظاته الأولى، ومن الممكن الهبوط في أقرب مكان.
3ــ الرؤساء والزعماء لا يطيرون بطائرات عادية. طائرات الرؤساء والزعماء حديثة وسليمة من الأعطاب، وتحت الصيانة الدورية؛ وتحت المتابعة الدقيقة أيضًا من الإقلاع إلى الهبوط. وعادة ما يتعاملون مع شركات تأمين دولية، هذه الشركات حريصة كل الحرص على الحفاظ على سمعتها، وعدم المخاطرة برأسمالها.
4ــ طيارو الرؤساء والزعماء ومساعدوهم من أكفأ العناصر التي يتم اختيارها بعناية ودقة كبيرتين، وليسوا من المبتدئين.
5ــ ثمة تحوطات أمنية مُبالغ فيها أحيانا من قبل الفريق الخاص بأي زعيم، ولا يمكن ــ بأي حال من الأحوال ــ أن يتم صعود رئيس جمهورية على أي طائرة قبل فحصها من قبل جهازه الأمني الخاص، أو جهاز الدولة المضيفة له، فحصًا دقيقا.
6ــ أقلعت ثلاث طائرات في نفس الوقت، وجميعها تحمل شخصيات سياسية أخرى، فلماذا طائرة رئيسي وحدها التي سقطت بسبب أحوال الطقس، في الوقت الذي لم تسقط الطائرتان الأخريتان؟!
7ــ لا يمكن لأي طائرة أن تقلع من أي مطار إلا بعد أن تتأكد من أحوال الطقس، ومستوى الرؤية، واتجاهات الرياح، فإن كان الطقس غير طبيعي يتم توقيف الرحلة فورًا. وأتذكر شخصيا أني وبقية الركاب، منهم الزميل د. مصلح الأحمدي نزلنا من متن طائرة السعيدة في مطار صنعاء ذات مرة في العام 2013م، وكانت الطائرة على وشك الإقلاع إلى مطار الحديدة بعد أن تأكد لكابتن الطائرة أن مستوى الرؤية في مطار الحديدة غير مطمئن للهبوط.