تهامة: مائة عام من الظلم وحلم الاستقلال المنتظر

أكثر من مائة عام من الاحتلال على تهامة وعدم الاعتراف بدولتها وبحقوقها كشعب مستقل، مائة عام والتهامي يعيشون في ظلم وتهميش واستبداد من قبل قوى الهضبة التي لا تنظر للتهامي سوى كمواطنين من الدرجة الثالثة والرابعة ولا يستطيع أي كاتب منصف أن يقول غير ذلك. تعاقبت الحكومات وتغيرت خريطة الدول ولم يتغير وضع التهامي في أهم منطقة استراتيجية تقع على أهم ممر دولي، البحر الأحمر. ولكنهم يعيشون في فقر مدقع وحالة من الإقصاء والتمييز العنصري.
في عام 1919، طرحت تهامة ملف دولتها أمام عصبة الأمم المتحدة، مطالبة بالاعتراف بحقوقها الوطنية والسياسية كدولة مستقلة. لكن تلك المطالب لم ترى النور وما زال ملف تهامة مودعًا لدى الأمم المتحدة. ومن حق التهاميين اليوم المطالبة بحق تقرير المصير بدولة مستقلة تنعم بخيراتها ومواردها التي ينعم بها الآخرون، بينما يعاني التهامي من العوز ويتوسل الحاجة.
عانت تهامة من ظلم واستبداد أنظمة تعاملهم بازدراء وحرمت التهامي من حقوقها الأساسية. وأهمها المواطنة المتساوية بالإضافة إلى التهميش في كافة المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. ولم تعترف الأنظمة المتعاقبة بمطالبهم المشروعة، بل حاولت طمس هويتهم وتاريخهم العريق من خلال التلاعب بالوعي الجماعي وتشويه صورتهم في وسائل الإعلام.
واليوم من حق التهاميين المطالبة بإنشاء دولة مستقلة تضم جميع أراضيهم من ميدي شمالًا حتى باب المندب جنوبًا، والتي تتمتع بسيادتها وحريتها واستقلالها. يجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دعم هذه المطالب والعمل على تحقيقها، من أجل إنصاف أهل تهامة وإنهاء عقود من الظلم والاستبداد. فلم يعد هناك أمل في أن ينال التهامي حقوقه ويحظى بشراكة مع قوى تسلطية تعودت على الفيد وليس لديها أي قبول للآخر أو للشراكة، وقد أثبت الواقع الذي يعيشه التهامي ذلك.
وقد حان للمجتمع الدولي والإقليمي والأمم المتحدة الاعتراف بحقوق التهاميين كشعب مستقل وحر، ودعم مطالبهم بالحصول على دولة مستقلة تعبر عن هويتهم وتحقق مطالبهم العادلة، وبناء مستقبل أفضل يقوم على العدالة والتسامح والمساواة، وإقامة علاقة جيدة مع دول الجوار وتبني رؤية سياسية وتنموية تقوم على المصالح المشتركة مع الإقليم والعالم.