مأساة ‘‘أم معتز’’ في نقطة الحوبان بتعز

اختطف معتز وهو يحاول ذات ليلة المرور من النقطة التي افتتحت بالأمس قادماً من الحوبان لزيارة أمه في تعز المدينة ، والتي تعيش في منزل غير بعيد من هناك .
لقد شكلت هذه النقطة معبراً إلى مآسي وأحزان أدمت قلوب كثير من الأسر وهي تبحث عن أبنائها المخطوفين .
إلى اليوم ، ومنذ ثلاث سنوات ، وهو مخفي ولا أحد يعرف أين هو !!
بلطجي لعين سجل مكالمة قال فيها إنه كان يقود دورية تتبع المليشيات الحوثية ، وأنه هو الذي اختطف معتز "ولا تتعبوا أنفسكم تدوروا عليه" ، وسرب المكالمة لشخص أوصلها لأهل معتز .
من يوم أمس والجموع الهائلة ، رجالاً وعلى كل موتور ( مع الاعتذار للضامر) يتدفقون من هذه النقطة ، التي نتمنى أن تكون قد استعادت وظيفتها الحقيقية كجسر تواصلٍ مع تعز المدينة ، في توق إلى الحالمة بحثاً عن "ندى وظلال" الفضول وأيوب ، مرددين "بعدوا عن طريقنا" .
وبعيون لم تكفكف دمعها ، راحت أم معتز تراقب ذلك السيل الجارف من السيارات والأهازيج ، التي اختلطت بصخب أبواقها لتفتح الى القلوب المتيبسة بأوجاع السنين وتعب الارتحال على الممرات الجبلية الوعرة نافذة أمل ، لا تدري ما إذا كان هذا الذي تراه وتسمعه هو بشارة بعودة قريبة لمعتز حتى تفرح ، أم أنه اضغاث أحلام لن تلبث أن تتوارى وراء حقيقة أن الذين يتمسكون بالسلام في مواجهة الأوغاد والمحتالين هم وقود الحروب دائماً لتبقى على حزنها حتى يفرجها الله من عنده .