المشهد اليمني

غزة: رمز الصمود والمقاومة الفلسطينية عبر العصور

الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:16 مـ 10 شوال 1446 هـ

تُعَدُّ مدينة غزة رمزًا للصمود والمقاومة الفلسطينية على مر العصور. منذ العصور القديمة، أظهر سكانها مقاومة استثنائية ضد الغزاة، مرورًا بالحقب التاريخية المختلفة وصولًا إلى العصر الحديث. تُبيِّن محطات تاريخية متعددة كيف أن أهل غزة لطالما كانوا في طليعة المدافعين عن أرضهم وهويتهم.

الصمود في مواجهة الغزاة

منذ العصور القديمة، أظهر أهل غزة مقاومة استثنائية ضد الغزاة. خلال حصار الإسكندر المقدوني في عام 332 قبل الميلاد، حفر السكان أنفاقًا تحت المدينة لمواجهة الحصار، مستلهمين من تجربة مدينة صور. استمرت هذه الروح المقاومة خلال العصور المختلفة، حيث تصدى أهل غزة للغزاة الرومان والصليبيين، وأظهروا دائمًا استعدادهم للدفاع عن مدينتهم.

معركة 1917: مقاومة ضد الاحتلال البريطاني

في عام 1917، حاولت القوات البريطانية احتلال غزة لضمها إلى مصر الخاضعة لسلطتهم. واجهت القوات البريطانية مقاومة شرسة من قبل سكان غزة، مما أدى إلى وقوع ثلاث معارك ضارية. أثبت أهل غزة في هذه المعركة عزمهم على مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.

مسيرات العودة: استمرار النضال السلمي

في 30 مارس 2018، انطلقت "مسيرات العودة" تزامنًا مع ذكرى يوم الأرض. تميزت هذه المسيرات بطابعها الشعبي والسلمي، حيث تجمع عشرات الآلاف من الفلسطينيين على امتداد السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948. طالب المشاركون بحق العودة وكسر الحصار، مؤكدين على التمسك بحقوقهم المشروعة.

الصمود في مواجهة العدوان: ملحمة 2024

في عام 2024، تعرضت غزة لعدوان استمر 471 يومًا، كان محاولة ممنهجة لاقتلاع شعب كامل وطمس هويته. ومع ذلك، خرجت غزة منتصرة، ليس فقط على أعدائها، بل على كل معاني اليأس والانكسار، مجسدةً ملحمة صمود جديدة تضاف إلى سجلها التاريخي.

مقاومة أهل غزة ضد الاحتلال البريطاني

في عام 1917، سعى الاحتلال البريطاني للسيطرة على غزة بهدف ضمها إلى مصر. واجهت القوات البريطانية مقاومة عنيفة من سكان غزة، حيث خاضوا ثلاث معارك شرسة. تُظهر هذه المعارك إصرار أهل غزة على الدفاع عن مدينتهم ضد محاولات الاحتلال.

التحديات في ظل الاحتلال الإسرائيلي

بعد احتلال قطاع غزة في عام 1967، شنت القوات الإسرائيلية حملة دموية لتصفية المقاومة الفلسطينية المسلحة في القطاع. كما طرح أرييل شارون مشروعًا لنقل 12 ألف لاجئ من القطاع، مما يعكس محاولات الاحتلال لتغيير التركيبة السكانية والتخلص من الفلسطينيين.

استخدام الأنفاق: تكتيك مبتكر في مواجهة الاحتلال

مع مرور الوقت، ابتكرت المقاومة الفلسطينية في غزة أساليب جديدة لمواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي. من أبرز هذه التكتيكات استخدام الأنفاق، التي خدمت أغراضًا متعددة:

  • التهريب والإمداد: تم استخدام الأنفاق لتهريب الأسلحة والموارد إلى داخل القطاع، متجاوزة الحصار الإسرائيلي.

  • العمليات العسكرية: استُخدمت الأنفاق لتنفيذ عمليات مفاجئة ضد القوات الإسرائيلية، مما أربك حساباتهم الأمنية.

  • الهروب من السجون: تمكن العديد من الأسرى الفلسطينيين من استخدام الأنفاق للهروب من السجون الإسرائيلية، أبرزها عملية الهروب من سجن جلبوع في عام 2021.

المقاومة الشعبية والتضامن الدولي: تعزيز الجبهة الداخلية وكسب التأييد العالمي

إلى جانب التكتيكات العسكرية، حافظت غزة على روح المقاومة الشعبية من خلال:

  • المسيرات والفعاليات الجماهيرية: تنظيم فعاليات شعبية للتأكيد على الحقوق الفلسطينية، مثل مسيرات العودة التي انطلقت في عام 2018.

  • التواصل مع المجتمع الدولي: إقامة علاقات مع المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية لكسب التأييد لقضية فلسطين، وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

التحديات المستقبلية: الحفاظ على الوحدة الوطنية ومواجهة الضغوطات

رغم الإنجازات والتطورات في مسار المقاومة، تواجه غزة تحديات جسيمة، أبرزها:

  • الحصار الاقتصادي والسياسي: استمرار الحصار الإسرائيلي يفاقم الأوضاع الإنسانية ويحد من قدرة المقاومة على تطوير قدراتها.

  • الانقسام الفلسطيني: وجود انقسام سياسي بين الفصائل الفلسطينية يضعف الجبهة الداخلية ويؤثر على فعالية المقاومة.

  • الضغوطات الدولية: محاولات المجتمع الدولي فرض حلول سياسية قد لا تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في التحرر والعودة.

خاتمة

تظل غزة رمزًا للصمود والتحدي، حيث يجسد أهلها تاريخًا طويلًا من المقاومة والتضحيات. من الكفاح الشعبي إلى التكتيكات العسكرية الحديثة، أثبتت غزة قدرتها على التكيف والتطور في مواجهة التحديات. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في توحيد الصفوف وتجاوز العقبات الداخلية والخارجية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.