المشهد اليمني

كذبة أبريل.. 5 مزحات تسببت في كوارث حقيقية

الثلاثاء 8 أبريل 2025 10:54 صـ 10 شوال 1446 هـ
كذبة أبريل
كذبة أبريل

في عام 1980، قرر مقدم نشرة الأخبار هومر سيلي، الذي يعمل في تلفزيون بوسطن، أن يخدع المشاهدين بمناسبة كذبة أبريل. فبث تقريرًا زائفًا يزعم فيه أن فوهة "جريت بلو هيل" بدأت في الثوران، مضيفًا لقطات حقيقية لثوران بركان جبل "سانت هيلينز"، مع رسائل تحذيرية وهمية من الرئيس الأمريكي آنذاك، جيمي كارتر.

ورغم أنه وضع شريحة صغيرة في نهاية التقرير كتب عليها "كذبة أبريل"، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة، وتسبب في موجة هلع جماعية دفعت الناس للفرار من منازلهم وانهالت الاتصالات على الشرطة. المحطة طردت سيلي بعد اتهامه بسوء التقدير وانتهاك القواعد الإعلامية.

مياه سامة تثير الفوضى في فلوريدا

في 2013، خلال بث حي عبر إذاعة محلية في فلوريدا، أعلن المذيعان فال سانت جون وجون سكوت فيش أن مياه الشرب تحتوي على "أول أكسيد الهيدروجين"، الاسم العلمي للماء، H2O. كان الأمر مجرد مزحة في إطار كذبة أبريل، لكن الناس لم يدركوا ذلك، واعتقدوا أن المياه سامة.

سادت حالة من الذعر دفعت السلطات إلى إصدار بيانات توضيحية عاجلة، بينما خسر المذيعان وظيفتيهما وواجهوا دعاوى قانونية، بتهمة التسبب في هلع عام وبث معلومات كاذبة.

زر يسلبك صوتك.. ويسلبك عملك!

في 2016، قررت شركة جوجل الانضمام لموجة كذبة أبريل بطريقة تفاعلية، فأضافت زرًا جديدًا إلى واجهة Gmail بعنوان "إسقاط الميكروفون". هذا الزر يرسل الرسالة مع صورة متحركة لشخصية "مينيون" تلقي بالميكروفون، ما يعني أن المرسل قال كلمته الأخيرة.

المشكلة أن الزر وُضع بجانب زر الإرسال مباشرة، ما أدى إلى إرسال رسائل رسمية حساسة بهذا الشكل الساخر إلى مدراء وزبائن وحتى شركاء حياة. عدد من المستخدمين فقدوا وظائفهم، وأُجبرت جوجل على إلغاء الزر فورًا بعد موجة غضب عالمية.

"أطباق طائرة" تفزع مدينة أردنية كاملة

في الأول من أبريل 2010، نشرت صحيفة "الغد" الأردنية خبرًا على صفحتها الأولى يفيد بهبوط جسم فضائي في منطقة الجفر، مع ظهور كائنات غريبة. سكان المدينة أصيبوا بالهلع، وامتنع الأطفال عن الذهاب للمدارس، بل إن المحافظ أمر بنشر قوات أمنية تحسبًا لأي طارئ، وناقش خيار الإخلاء الكامل للبلدة.

النتيجة كانت فوضى جماعية لحوالي 13 ألف نسمة، قبل أن تعتذر الصحيفة رسميًا، موضحة أن الأمر لم يكن سوى "مزحة ترفيهية"، لكنها خلفت أثرًا صعبًا.

كذبة تجر وزيرًا إسرائيليًا إلى فضيحة

أما في عام 1986، فقد وصل المزاح إلى مستوى خطير عندما فبرك ضابط في جهاز الموساد الإسرائيلي خبرًا زائفًا عن اغتيال نبيه بري، زعيم حركة أمل اللبنانية. الأمر بلغ أعلى المستويات، إذ صدق وزير الدفاع الإسرائيلي، إسحاق رابين، الخبر وتبناه رسميًا.

لكن الحقيقة انكشفت، ليتبين أن التقرير ملفق بالكامل ضمن كذبة أبريل أراد بها الضابط الإيقاع برابين. النتيجة كانت سجنه، واضطر رابين لتبرير الموقف أمام البرلمان الإسرائيلي، مؤكدًا أنه كان ضحية لمزحة سمجة.

ما بين المزاح الخفيف وحدوث كوارث

ورغم أن كذبة أبريل تُعد مناسبة للمزاح الخفيف والدعابة، إلا أن التاريخ يظهر لنا أن الأمر قد ينقلب إلى كارثة حقيقية، عندما يفقد المزاح بوصلته ويتحول إلى خداع يلامس حياة الناس ومشاعرهم. من بركان وهمي إلى اختلاق اغتيالات، تبقى كذبة أبريل محفوفة بالمفاجآت، وبعضها لا يُنسى بسهولة.