المشهد اليمني

ضرب منظومة الاتصالات الحوثية.. ناشط يحذر من آثار استراتيجية كارثية على الجماعة

الأحد 13 أبريل 2025 01:06 صـ 15 شوال 1446 هـ
تعبيرية
تعبيرية

في تحليل استراتيجي معمق، ألقى الناشط السياسي عبدالسلام محمد الضوء على الآثار المحتملة لفقدان جماعة الحوثيين السيطرة الجزئية أو الكلية على شبكة اتصالاتهم العسكرية الخاصة، وذلك في أعقاب استهداف منظومة الاتصالات والرادارات التابعة لهم.

وأكد محمد أن هذا السيناريو، إذا ما تحقق، سيؤدي إلى سلسلة متتالية من التداعيات السلبية التي قد تُضعف قدرات الجماعة العسكرية والقيادية بشكل غير مسبوق.

الآثار الاستراتيجية لضرب الاتصالات العسكرية

شدد عبدالسلام محمد على أن شبكات الاتصالات العسكرية ليست مجرد وسيلة تقنية للتنسيق بين الوحدات الميدانية، بل تمثل العمود الفقري لأي جيش أو تنظيم مسلح.

وعندما يتم استهداف هذه الشبكات أو تعطيلها، فإن ذلك يؤدي إلى انهيار كامل في هيكلية القيادة والسيطرة، وهو ما يمكن أن يحدث مع الحوثيين حال فقدوا إمكانية الوصول إلى نظامهم الخاص بالاتصالات.

نقاط الضعف الرئيسية

حدد الناشط السياسي عدداً من النقاط التي ستؤثر بشكل مباشر على قدرة الحوثيين على إدارة عملياتهم العسكرية والاستخباراتية:

  1. فجوة بين القيادة والميدان :
    عند تعطيل شبكات الاتصالات، ستظهر فجوة كبيرة بين القيادات العليا والميدان، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق المعلومات والتعليمات بشكل فوري وفعال. وهذا بدوره سيجعل القيادات غير قادرة على تحريك القوات أو ضبط الإيقاع العملياتي.

  2. ارتباك في القيادة والسيطرة :
    عدم وجود قناة اتصال آمنة وموثوقة سيؤدي إلى حالة من الفوضى داخل الهيكل التنظيمي للجماعة، حيث ستفقد القيادات المركزية قدرتها على السيطرة على الوحدات الميدانية، مما قد يؤدي إلى انهيار التنسيق بين مختلف القطاعات.

  3. نقص المعلومات الميدانية :
    أحد أهم الأدوار التي تلعبها شبكات الاتصالات هو توفير المعلومات الدقيقة عن حركة الخصوم ومواقعهم. ومع تعطيل هذه الشبكات، ستصبح الجماعة عاجزة عن الحصول على بيانات محدثة حول سير المعارك، مما يزيد من نقاط ضعفهم أمام خصومهم.

  4. استخدام تقنيات اتصال مكشوفة :
    في ظل غياب النظام الخاص بهم، قد تضطر الجماعة إلى اللجوء إلى تقنيات اتصال بدائية أو غير مؤمنة، مثل الهواتف العادية أو الرسائل الكتابية، وهي تقنيات معرضة بسهولة للاختراق والتشويش.

  5. بطء اتخاذ القرار :
    عندما تكون قنوات الاتصال معطلة، يصبح اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتكتيكية أبطأ وأكثر تعقيداً، مما يمنح الخصوم وقتاً أكبر لتنفيذ خططهم دون مقاومة فعالة.

  6. تقطيع أوصال الجماعة :
    تعطيل الاتصالات يعني أيضاً قطع الروابط بين مختلف الأفرع التنظيمية للحوثيين، سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اجتماعية. وهذا قد يؤدي إلى تشرذم الجماعة وإضعاف تماسكها الداخلي.

  7. سهولة الاختراق :
    مع فقدان قنوات الاتصال الآمنة، تصبح الجماعة أكثر عرضة للاختراق من قبل أجهزة الاستخبارات المعادية، مما يتيح للخصوم الوصول إلى معلومات حساسة واستغلالها ضد الحوثيين.

  8. إمكانية التشويش والتلاعب :
    يمكن للخصوم استغلال غياب الاتصالات الآمنة لبث رسائل مضللة أو تشويش على القنوات البديلة التي قد تستخدمها الجماعة، مما يزيد من حالة الارتباك والفوضى داخل صفوفهم.

  9. انكشاف مراكز القوة ونقاط الضعف :
    مع فقدان القدرة على التواصل بشكل سري وآمن، قد تصبح مواقع الجماعة الحساسة ومراكز قوتهم مكشوفة أمام الخصوم، مما يسهل شن هجمات دقيقة تستهدف هذه النقاط.

ضربة موجعة للقدرات العملياتية

رأى عبدالسلام محمد أن استهداف شبكات الاتصالات العسكرية للحوثيين يشكل ضربة موجعة ليس فقط لقدراتهم العملياتية، ولكن أيضاً لبنيتهم الاستخباراتية.

فبدون قدرة فعالة على جمع المعلومات وتحليلها، ستكون الجماعة عاجزة عن التخطيط لتحركاتها المستقبلية أو الاستجابة للتطورات الميدانية بسرعة وكفاءة.

تعزيز نقاط ضعف الحوثيين

أشار الناشط السياسي إلى أن هذا السيناريو لن يزيد فقط من نقاط ضعف الحوثيين، ولكنه سيوفر أيضاً فرصة ذهبية لخصومهم لاستغلال هذه الثغرات.

فالجماعات المسلحة تعتمد بشكل كبير على الاتصالات لتنسيق جهودها وتحقيق الأهداف المشتركة، وعندما تفقد هذه الأدوات، فإنها تصبح عرضة للهزيمة.

في نهاية تحليله، أكد عبدالسلام محمد أن استهداف منظومة الاتصالات والرادارات الحوثية يمكن أن يكون نقطة تحول في مسار الصراع، حيث سيؤدي إلى تقويض قدراتهم العسكرية والاستخباراتية بشكل كبير.

وأشار إلى أن هذا النوع من الضربات يتطلب من الجماعة إعادة النظر في استراتيجياتهم الدفاعية والهجومية، وفي الوقت نفسه يفتح الباب أمام خصومهم لاستغلال هذه الفرصة لتحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة.

ختاماً ، يبدو أن أي ضربة موجهة لشبكات الاتصالات العسكرية الحوثية قد تغير ميزان القوى على الأرض بشكل جذري، مما يجعلها هدفاً استراتيجياً يجب التعامل معه بجدية من قبل جميع الأطراف المعنية.