سوريا الجديدة تفكك شبكة التهريب الإيرانية وتغلق بوابة حزب الله

في تحوّل استراتيجي يعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة، بدأت الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع عمليات حاسمة لإغلاق ما تبقى من شبكة التهريب الإيرانية التي كانت تمتد من الحدود العراقية إلى لبنان. هذه الشبكة، التي استخدمتها إيران طيلة سنوات الحرب لنقل الأسلحة والمخدرات والأموال إلى حزب الله، أصبحت اليوم هدفاً مباشراً للقوات السورية، التي تسعى لقطع شريان الدعم عن وكلاء طهران.
الحدود تشتعل.. من القصير إلى حوش السيد علي
التحركات شملت مناطق عدة على امتداد الحدود السورية اللبنانية البالغة 375 كيلومتراً. من بلدة القصير التي كانت مركزاً لتهريب الأسلحة، إلى حوش السيد علي التي كانت قاعدة لحزب الله، نجحت القوات السورية في استعادة السيطرة وكشف مستودعات ضخمة للأسلحة، ومصانع لتصنيع الكبتاغون، في عمليات أشبه بأفلام التجسس، بحسب ما رصده صحفيون خلال جولات ميدانية.
حزب الله يتراجع.. وتهديدات جديدة تلوح في الأفق
الضربات المتلاحقة أجبرت حزب الله على الانسحاب من مواقع استراتيجية دون قتال، وسط استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت جسوراً ونقاط عبور رئيسية. في القصير وحدها، تم اكتشاف منشآت عسكرية ضخمة تغطي مساحة تُعادل 50 ملعب كرة قدم. ومع تراجع الإمدادات، أصبح الحزب يعاني من نقص كبير في الأسلحة والموارد المالية، ما دفعه لمحاولات يائسة للتهريب بمساعدة شبكات محلية.
تدمر تكشف عن آثار النفوذ الإيراني
في مدينة تدمر التاريخية، انكشفت ملامح التغلغل الإيراني في المشهد السوري، حيث تحوّلت فنادق ومبانٍ أثرية إلى قواعد لميليشيات مثل لواء الفاطميون. الشهادات المحلية وتصريحات العسكريين أكدت أن المدينة كانت مركز عمليات ضخمة لتخزين الأسلحة والتدريب، لكن تم تطهيرها مؤخراً من الألغام والمتفجرات، مع بقاء التهديدات الكامنة في صحراء حمص الشرقية.
محاولات إيرانية لزعزعة الحكومة الجديدة
رغم تفكيك الشبكة، لم تستسلم طهران بعد. تشير تقارير أمنية أوروبية إلى محاولات إيرانية لتجنيد جماعات سنية متطرفة، وحتى فلول تنظيم داعش، بهدف إشعال الجبهات الداخلية وزعزعة استقرار الحكم الجديد. وبينما نفت بعض الجهات وجود أدلة مباشرة، فإن التحركات الميدانية ترجّح عكس ذلك، خاصة بعد تصاعد العنف على الساحل وتحرك موالين سابقين للنظام البائد.