المشهد اليمني

”فما هكذا تورد الإبل يا قوم”.. صحفي يدعو إلى احترام القانون بمكافحة الإرهاب

الإثنين 14 أبريل 2025 01:00 صـ 16 شوال 1446 هـ
ابين
ابين

في تصريحات نارية ومباشرة، أثار الصحفي اليمني المعروف صلاح السقلدي جدلاً واسعاً حول أساليب مكافحة الإرهاب واحترام سيادة القانون في التعامل مع المتهمين.

وأكد السقلدي أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون ضمن إطار قانوني وإنساني، محذراً من تبعات الانحراف عن هذه القواعد التي قد تؤدي إلى تشويه صورة الأجهزة الأمنية أمام الرأي العام المحلي والدولي.

وقال السقلدي في تصريحاته: "الإرهابي يتم اعتقاله وتقديمه للمحكمة ويُعدم إذا ثبتت إدانته عبر الإجراءات القانونية المتعارف عليها، أما بهذا الشكل المقرف والمعيب الذي نراه اليوم، فهو إساءة وتشهير بالأمن قبل أن يكون تشهيراً بالإرهاب".

وأشار إلى أن مثل هذه الأساليب الفوضوية تمنح الخصوم فرصة ذهبية لوصم قوات الأمن بأنها مليشيات تعمل خارج نطاق القانون، مما يعزز الصورة النمطية السلبية عنها كأجهزة غير منضبطة أو مدفوعة بأجندة خاصة.

دعوة للشفافية ورفض التبريرات

السقلدي لم يكتفِ بالإدانة فقط، بل وجه رسالة واضحة إلى الجهات الأمنية والمسؤولين، مؤكداً ضرورة قول الحقيقة دون مجاملات أو تزييف.

وقال: "سنظل نُشيد بكل إيجابية تتحقق على الأرض، وفي المقابل لن نتردد في قول الغلط غلط".

وأضاف بلهجة حازمة: "يزعل من زعل ويرطم رأسه بالأرض، لا خير فينا إن لم نقلها"، مشدداً على أهمية النقد البنّاء كوسيلة لتصحيح المسار.

تحذير من الانزلاق نحو الفوضى

وفي سياق حديثه، حذر السقلدي من خطورة استخدام أساليب غير قانونية في مكافحة الإرهاب، والتي قد تؤدي إلى انعكاسات سلبية على استقرار البلاد وأمن مواطنيها.

واستخدم عبارة شعبية معبرة قائلاً: "فما هكذا تورد الإبل يا قوم"، في إشارة إلى ضرورة اتباع الأساليب الصحيحة والمنظمة بدلاً من اللجوء إلى أساليب عشوائية وغير مدروسة قد تأتي بنتائج عكسية.

موقف متوازن بين الإشادة والنقد

اللافت في تصريحات السقلدي هو التوازن الواضح بين الإشادة بالإنجازات الأمنية وبين انتقاد الأخطاء والممارسات غير القانونية.

هذا النهج يعكس رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز دور الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب دون المساس بمبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون.

كما يشير إلى أهمية بناء الثقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية، حيث إن أي انحراف عن المبادئ القانونية يضعف هذه الثقة ويخلق فجوة بين الطرفين.

ردود فعل واسعة

تصريحات السقلدي لاقت تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الأخبار، حيث أشاد البعض بمواقفه الشجاعة والمبدئية، بينما اعتبر آخرون أن كلامه قد يكون "حاداً" بعض الشيء.

ومع ذلك، فإن غالبية التعليقات أجمعت على أن النقاش الذي أثاره السقلدي يفتح الباب أمام إعادة النظر في أساليب مكافحة الإرهاب والتأكيد على أهمية الالتزام بالقانون.

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها اليمن، تبقى مكافحة الإرهاب قضية مركزية تتطلب حلاً شاملاً ومنظماً. وهنا يأتي دور الإعلاميين والمفكرين في تسليط الضوء على الأخطاء واقتراح الحلول.

ختاماً، يبدو أن رسالة السقلدي واضحة: لا يمكن مكافحة الإرهاب بطرق تنتهك القانون، لأن ذلك سيكون كاللعب بالنار، وقد يؤدي إلى حرق الجميع.