المشهد اليمني

الحفاظ على التراث: إزالة مشروع حكومي في موقع تاريخي

الخميس 17 أبريل 2025 03:07 صـ 19 شوال 1446 هـ
الازالة
الازالة

في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا بين النشطاء والمهتمين بالتراث الثقافي والتاريخي، تم صباح اليوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2025م، تكسير وإزالة المبنى المستحدث الذي أقيم داخل حرم الموقع الأثري والتأريخي "Front Bay Regiment"، المعروف سابقًا بـ"ثكنات الخليج الأمامي" التي يعود تاريخها إلى عام 1882م.

يُعتبر هذا الموقع من أهم المعالم التاريخية في مدينة عدن، حيث شهد تحولات متعددة عبر الزمن؛ فقد كان ثكنة عسكرية بريطانية قبل أن يتحول إلى محكمة تجارية، ثم إلى مدرسة ثانوية تحمل اسم الفقيد لطفي جعفر أمان.

الناشط المجتمعي وديع أمان يوضح تفاصيل الإزالة
وفي تصريح خاص للناشط المجتمعي وديع أمان، أكد أن المبنى المستحدث الذي تمت إزالته اليوم هو مشروع حكومي تم بناؤه بتمويل من السلطة المحلية بمديرية صيرة، وكان مخصصًا لإدارة محو الأمية.

وأشار أمان إلى أن هذا المشروع، رغم نبل أهدافه الاجتماعية، أثار جدلاً كبيرًا بسبب موقعه داخل حرم أحد أهم المعالم التاريخية في المدينة، مما دفع الجهات المعنية إلى اتخاذ قرار بإزالته حفاظًا على القيمة التاريخية للموقع.

وأضاف أمان: "كان هناك ضغط كبير من قبل المجتمع المدني والجهات المهتمة بالحفاظ على التراث الثقافي لتدارك الوضع قبل أن يتسبب المبنى المستحدث في تشويه الهوية التاريخية للموقع.

واليوم، تم تنفيذ القرار بإزالة المبنى، وهو خطوة إيجابية نحو تعزيز الجهود الرامية إلى حماية التراث الوطني."

أهمية الموقع الأثري "Front Bay Regiment" يُعتبر موقع "Front Bay Regiment" أو "ثكنات الخليج الأمامي" أحد أبرز المعالم التاريخية التي تروي قصة مدينة عدن خلال فترة الاستعمار البريطاني.

بنيت الثكنات في عام 1882م لتكون مركزًا عسكريًا للقوات البريطانية، وظلت تؤدي دورها حتى فترة لاحقة عندما تم تحويلها إلى محكمة تجارية تستقبل القضايا التجارية المتعلقة بالمدينة وبما حولها.

وبعد استقلال اليمن، أصبحت المنشأة مقرًا للتعليم وأطلق عليها اسم "ثانوية الفقيد لطفي جعفر أمان"، تخليدًا لذكرى أحد الشخصيات الوطنية البارزة.

لطالما كان هذا الموقع رمزًا للتنوع الثقافي والتاريخي لمدينة عدن، حيث يعكس الطابع المعماري الفريد الذي خلفه الاستعمار البريطاني، بالإضافة إلى دوره الحيوي في مختلف مراحل تاريخ المدينة.

ولذلك، فإن أي تعدٍّ على هذا الموقع يُعد خسارة كبيرة للذاكرة الجمعية والهوية الثقافية.

جهود الحفاظ على التراث الثقافي
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المتزايدة لحماية التراث الثقافي في مدينة عدن، التي تواجه تحديات متعددة نتيجة الإهمال والتغيرات العمرانية السريعة.

وقد أظهرت الحملات المجتمعية فاعلية كبيرة في الضغط على الجهات الحكومية لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحفاظ على المواقع التاريخية.

ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من التعاون بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لوضع استراتيجيات شاملة تضمن عدم تكرار مثل هذه الحالات مستقبلاً.

تفاعل الجمهور ومواقع التواصل الاجتماعي
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع نبأ إزالة المبنى المستحدث، حيث أعرب الكثيرون عن دعمهم لهذه الخطوة، معتبرين أنها تأتي متأخرة ولكنها ضرورية.

ومن جانب آخر، طالب البعض بضرورة وضع ضوابط صارمة لمنع أي محاولات مستقبلية قد تؤثر سلبًا على المواقع التاريخية.