السلام المصري الإسرائيلي نحو الانهيار
من فيلادلفيا إلى الصواريخ الصينية .. مصر ترعب إسرائيل بقواعد سيناء الضخمة (فيديو)

توترات متصاعدة.. ومخاوف من تغيّر موازين القوى تشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية توترًا متزايدًا، وسط اتهامات متبادلة بشأن تعزيز التحركات العسكرية في مناطق حساسة، أبرزها قطاع غزة ومحور فيلادلفيا، ومع تصاعد الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن امتلاك مصر منظومة الدفاع الجوي الصينية المتطورة HQ-9B، تتسع دائرة الشكوك حول نوايا الطرفين رغم تأكيدات القاهرة على تمسكها باتفاقية السلام الموقّعة منذ 47 عامًا.
المنظومة الصينية التي تشبه إلى حد كبير نظام S-300 الروسي، اعتُبرت تطورًا نوعيًا في قدرات الدفاع الجوي المصري، ما أثار قلقاً في الأوساط العسكرية والسياسية في تل أبيب، رغم نفي الجهات الرسمية الإسرائيلية وجود أي توتر فعلي.
القاهرة ترد: لا نهدد أحدًا و"السلام خيار استراتيجي"
اللواء سمير فرج الخبير العسكري المصري ومدير الشئون المعنوية سابقًا، شدد في مقابلة تلفزيونية على أن "مصر لم تنتهك يوماً اتفاقية كامب ديفيد"، مؤكدًا أن تعزيز قدرات الجيش يأتي في إطار حماية الأمن القومي المصري فقط، وليس توجيه رسائل عدوانية.
وأضاف: "نحن نملك حدودًا غير مستقرة مع ليبيا والسودان، ومفاعلاً نوويًا جديدًا في الضبعة، وحقول غاز في البحر المتوسط، من حقنا تأمين كل هذا"، كما أشار إلى أن امتلاك أسلحة دفاعية لا يتطلب موافقة إسرائيلية، مضيفاً: "نحن دولة ذات سيادة ولسنا ملزمين بتقديم كشف حساب لأحد".
وجهات نظر متباينة.. وإسرائيل تنفي التصعيد
في المقابل، قال الدكتور موشيه العاد المحاضر الإسرائيلي، إن الإعلام هو من يصنع هذه التوترات وليس السياسات الرسمية، كما أكد أن التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب مستمر، خاصة في ملفات مثل مكافحة الإرهاب في سيناء.
وأشار إلى أن ما يحدث من تصريحات وتصعيد إعلامي لا يعكس بالضرورة تدهوراً فعلياً في العلاقات، وإنما يرتبط أحيانًا بتهدئة الرأي العام الداخلي في إسرائيل، وسط أزمات داخلية متعددة.
مصر: لم نخرق الاتفاقية.. والإعلام الإسرائيلي يهوّل الموقف
اللواء سمير فرج أكد أن مصر لم تُخل بأي بند من اتفاقية السلام، مشيرًا إلى أن جميع التحركات في سيناء كانت دوماً بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، حتى في أصعب فترات المواجهة مع الإرهاب، مضيفًا أن المزاعم الإسرائيلية الأخيرة بشأن "خروقات محتملة" أو "تحشيد عسكري" لا تستند إلى دلائل ميدانية واضحة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن صور الأقمار الصناعية التي تلوّح بها تل أبيب لا تُظهر ما تدّعيه.
وأوضح فرج: "إذا كنا قد أرسلنا قوات إضافية في الماضي، فذلك كان لمكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي. اليوم، لا توجد خروقات، وكل ما يثار مجرد محاولة للتغطية على أزمات إسرائيل الداخلية".
أزمة داخلية إسرائيلية تُصدّر إلى الخارج
أشار فرج إلى أن التصعيد الإعلامي الإسرائيلي ضد مصر يرتبط بالأزمات السياسية والاقتصادية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، ومنها الاعتراضات الشعبية على زيادة ميزانية الدفاع، واحتجاجات الطيارين، والأزمات المتعلقة بالتعبئة العسكرية.
وأضاف: "إسرائيل تحاول تصدير هذه المشكلات نحو الخارج، عبر افتعال أزمة مع مصر، في محاولة لتهدئة الشارع الداخلي"، كما لفت إلى أن إسرائيل، منذ هجوم 7 أكتوبر، تلقت دعمًا عسكريًا ضخمًا من الولايات المتحدة، دون أن تعترض مصر على ذلك، متسائلاً: "فلماذا يريدون منا أن نطلب إذناً إذا أردنا تعزيز قدراتنا الدفاعية؟".
القاهرة تؤكد: حدودنا مهددة من أكثر من جهة
وشدد الخبير العسكري على أن مصر ليست مهددة فقط من اتجاه إسرائيل، بل تواجه تحديات على حدودها الغربية مع ليبيا، وفي الجنوب مع السودان الذي يشهد حرباً أهلية، إضافة إلى المخاوف المرتبطة بمنابع النيل ومضيق باب المندب.
وأكد فرج: "علينا أن نكون مستعدين لأي سيناريو، وسنواصل تعزيز قدراتنا العسكرية، بما في ذلك تأمين المفاعلات النووية السلمية، والسد العالي، ومنشآت الطاقة في البحر المتوسط".
موقف إسرائيلي: لا توتر رسمي ولكن "نرصد عن كثب"
من جهته، حاول الدكتور موشيه العاد التقليل من شأن التوتر، مؤكدًا أن إسرائيل لا ترى في الخطوات المصرية تهديدًا مباشرًا، وأن التنسيق بين البلدين مستمر، حتى على مستويات غير معلنة. وقال: "لم يصدر أي موقف رسمي إسرائيلي يعترض على تسلّح مصر، ولكن ما يثير الاهتمام هو توقيت إعلان بعض التسريبات حول المنظومات الصينية".
وأوضح العاد أن التعاون الاستخباراتي بين الطرفين كان فعّالاً في مكافحة تنظيم داعش في سيناء، وأن هذا التنسيق يخدم مصالح البلدين.
الدفاع المصري: "لسنا بحاجة لإذن أحد"
عاد اللواء فرج للتأكيد على موقف مصر الثابت، قائلاً: "نحن نشتري ما يلزمنا من سلاح لحماية مصالحنا القومية، نحن لا نهدد أحدًا، ولكن على من يفكر في الاقتراب من حدودنا أن يعرف أن الجيش المصري جاهز للرد".
وأشار إلى أن الجيش السوري تفكك، والجيش العراقي لم يعد كما كان، ما يضع الجيش المصري في موقع مسؤولية كبيرة في توازنات المنطقة، قائلًا: "من الطبيعي أن نقلق إذا هدد أحدهم السد العالي، كما فعل ليبرمان سابقًا فهل ننتظر حتى يتحقق التهديد؟".
القاهرة: السلام خيار استراتيجي ولكن لا تنازل عن الأمن القومي
وشدد القائد السابق في الجيش المصري، أن مصر تلتزم باتفاقية السلام، ولكنها في الوقت ذاته تحتفظ بحقها الكامل في تأمين حدودها ومقدّراتها الاستراتيجية، قائلًا: "نحن لا نهاجم أحدًا، ولكننا أيضًا لا نقبل التدخل في شؤوننا الداخلية؛ نحن دولة حرة مستقلة، ومن حقنا الدفاع عن أرضنا".
مصر وإسرائيل، اتفاق كامب ديفيد، الحدود المصرية الإسرائيلية، الدفاع الجوي المصري، صواريخ HQ-9B، التهديدات على حدود مصر، الجيش المصري، التسليح العسكري المصري، التوتر الإعلامي، الأزمات الإسرائيلية الداخلية، التنسيق الأمني المصري الإسرائيلي
العلاقات المصرية الإسرائيلية، اتفاقية كامب ديفيد، منظومة HQ-9B، الدفاع الجوي المصري، التصعيد في غزة، محور فيلادلفيا، الجيش المصري، السلاح الصيني في الشرق الأوسط، أمن مصر القومي، التوتر المصري الإسرائيلي