المشهد اليمني

صحفي يمني يتهم أطرافًا ”معروفة” بعرقلة تحرير الحديدة عبر إشعال التوتر في مناطق مستقرة

الجمعة 18 أبريل 2025 01:04 صـ 20 شوال 1446 هـ
معارك الحديدة
معارك الحديدة

اتهم الصحفي اليمني ياسر اليافعي، المعروف بمواقفه المعارضة للحوثيين وتأييده لجهود استعادة الدولة اليمنية، أطرافًا وصفها بـ"المعروفة" بمحاولة عرقلة أي تقدم عسكري محتمل نحو تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية من قبضة الحوثيين.

وأشار اليافعي إلى أن هذه الأطراف تعمل على "فتح بؤر توتر جديدة" في مناطق مستقرة نسبيًا مثل ساحل حضرموت، بهدف تشتيت الجهود وإرباك المشهد العسكري.

وفي تصريحاته، أكد اليافعي أن "الأحداث تتكرر بنفس النهج الذي شهدناه خلال المحاولات السابقة لتحرير الحديدة"، موضحًا أنه "حين كانت أنظار الداخل والخارج تتجه نحو الحديدة في لحظات اقتراب القوات الجنوبية المدعومة إماراتيًا من مينائها الاستراتيجي، لجأت تلك الأطراف إلى فتح معارك جانبية في عدن وسقطرى وشبوة".

ورأى أن الهدف من هذه الخطوات كان واضحًا: "تشتيت الجهود وتوجيه الانتباه بعيدًا عن الهدف الرئيسي، وهو تحرير الحديدة".

اليوم، ومع تجدد الأمل بتحقيق تقدم جديد نحو تحرير المدينة التي تعتبر نقطة استراتيجية حيوية بسبب موقعها على البحر الأحمر ومينائها الذي يشكل شريان حياة لملايين اليمنيين، يعيد هؤلاء الأطراف – بحسب اليافعي – الكرّة ذاتها. لكن هذه المرة، يختارون منطقة أخرى لاستهدافها بإشعال التوتر، وهي ساحل حضرموت ، المنطقة التي تنعم بالاستقرار نسبيًا مقارنة ببقية المناطق اليمنية.

رسالة سياسية واضحة

وصف اليافعي هذه الخطوة بأنها تحمل "رسالة سياسية واضحة" موجهة للحوثيين، مفادها: "لا تقلق، وسع نفوذك، فنحن كما عطلنا تحرير الحديدة سابقًا وفرضنا اتفاق استوكهولم الذي حال دون تقدم القوات نحو المدينة، سنكرر الأمر ذاته اليوم ونمنع أي تقدم عسكري قد يهدد وجودك".

واعتبر الصحفي أن هذه السياسة ليست جديدة، بل هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إبقاء الحوثيين في مواقعهم، ما يتيح للأطراف المستفيدة من هذا الوضع تعزيز نفوذها السياسي والعسكري داخل البلاد.

وأوضح أن هذه الأطراف تسعى دائمًا إلى خلق ذرائع وأزمات موازية لإضعاف أي جهود حقيقية تستهدف استعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال تحت قبضة الحوثيين.

غموض حول هوية الأطراف

على الرغم من اتهاماته الواضحة، لم يحدد اليافعي هوية الأطراف التي يشير إليها بشكل مباشر.

إلا أن تلميحاته تشير إلى قوى داخلية قال إنها تعمل على تقويض جهود استعادة المناطق من سيطرة الحوثيين.

وفي السياق نفسه، ربط مراقبون بين تصريحات اليافعي والأدوار التي تلعبها بعض القوى السياسية والمسلحة في اليمن، والتي كثيرًا ما اتُهمت بتفضيل المصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية.

دعوة إلى اليقظة

في ختام تصريحاته، دعا اليافعي كافة القوى الوطنية والإقليمية إلى اليقظة أمام هذه المحاولات، مؤكدًا أن "أي تقدم نحو تحرير الحديدة أو غيرها من المناطق يجب أن يكون أولوية قصوى، وأن الشعب اليمني لن يقبل بأي محاولات لتعطيل هذا المسار".

كما حذر من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد، خاصة مع استمرار معاناة الملايين من نقص الغذاء والدواء نتيجة سيطرة الحوثيين على الميناء الحيوي.

تداعيات على المشهد اليمني

تأتي تصريحات اليافعي في وقت حساس للغاية، حيث تتصاعد الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حلول للأزمة اليمنية المستمرة منذ سنوات.

ورغم الحديث المتكرر عن الحلول السياسية، لا تزال المعارك العسكرية تشكل جزءًا كبيرًا من المشهد، خاصة في ظل تعنت الحوثيين واستمرارهم في رفض الانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الأطراف التي تسعى إلى تعطيل أي تقدم عسكري قد تكون تدرك أن تحقيق أي انتصار حقيقي ضد الحوثيين قد يقلب موازين القوى على الأرض، ويضعف نفوذها السياسي والاقتصادي.

وبالتالي، فإن استمرار هذه المحاولات لعرقلة أي تقدم نحو تحرير الحديدة أو غيرها من المناطق يعكس تعقيد المشهد اليمني، وصعوبة الوصول إلى حل شامل للأزمة دون مواجهة هذه الأجندات التي تضع مصالحها فوق كل اعتبار.

ختامًا ، تبقى الحديدة محور صراع كبير، ليس فقط بين الحكومة الشرعية والحوثيين، بل أيضًا بين القوى الإقليمية والداخلية التي ترى في مستقبل المدينة مفتاحًا لتحقيق أهدافها السياسية والاستراتيجية.