المشهد اليمني

ماري سيليست... سفينة تطفو وحدها وتبتلع طاقمها

الجمعة 18 أبريل 2025 06:35 صـ 20 شوال 1446 هـ
سفينة ماري سيليست
سفينة ماري سيليست

في الرابع من ديسمبر عام 1872، وبينما كانت سفينة "دي جراتيا" تبحر في مياه المحيط الأطلسي، صادف طاقمها مشهداً مرعباً: سفينة تجارية تُدعى "ماري سيليست" تطفو بهدوء وسط الأمواج، بلا أي إشارة استغاثة، وبدون أي فرد من طاقمها. لم تكن هناك جثث، ولا آثار لقتال أو عنف، والمؤن ما زالت مرتبة، كما لو أن الطاقم اختفى في لحظة واحدة بشكل غامض.

حمولة سليمة وغياب مقلق

عندما صعد طاقم سفينة "دي جراتيا" إلى متن "ماري سيليست"، فوجئوا بأن كل شيء كان في مكانه تقريباً. المؤن تكفي لأسابيع، معدات الملاحة لم تُمس، والحمولة من الكحول الصناعي لم تُسرق أو تُتلف. حتى ممتلكات الطاقم الشخصية كانت سليمة. الغريب أن قارب النجاة الوحيد كان مفقودًا، وكأن الطاقم غادر في عجلة من أمره. ولكن لماذا؟ لا أحد يعلم، ولا شيء كان يفسر هذا الغياب المفاجئ.

طاقم بلا أثر وتحقيقات بلا نتائج

التحقيقات التي أعقبت الحادث لم تصل إلى إجابة نهائية. تم استبعاد القرصنة، وجرى تحليل حالة الطقس والمسارات البحرية، لكن كل السيناريوهات كانت ناقصة الأدلة. لا توجد إشارات لصراع، ولا علامات على تمرد، ولا حتى رسائل توديع أو نداءات استغاثة. فُرضت احتمالات متعددة، منها التسمم بسبب تسرب أبخرة الكحول، أو اضطراب نفسي دفع الطاقم للهرب، لكنها بقيت مجرد تكهنات.

نظريات بين العقل والأسطورة

مع مرور السنوات، ظهرت تفسيرات أخرى أكثر خيالًا. بعض الباحثين ربطوا الحادث بالكائنات البحرية الأسطورية، وآخرون تحدثوا عن اختطاف من قِبل كائنات فضائية. بل إن البعض ربط ما حدث بـ"مثلث برمودا"، رغم أن السفينة لم تكن في منطقته. جميع النظريات لم تجد سندًا علميًا حقيقيًا، ما جعل قصة "ماري سيليست" تحتفظ بمكانتها كأسطورة بحرية.

السفينة التي رفضت أن تبوح بسرها

"ماري سيليست" لم تتحطم، ولم تغرق، بل وصلت إلى اليابسة بعد قطرها من قبل السفينة التي عثرت عليها. لكن ما حدث لطاقمها سيبقى لغزًا يصعب حله. إنها واحدة من أكثر القصص البحرية إثارة وغموضًا، وتستمر حتى اليوم في إلهام الكتّاب والباحثين، وكأن المحيط قرر أن يحتفظ بسرها إلى الأبد.